هذه جثتي /بقلم / منال بوشعالة


 هذه جثتي

مُستلقية على الشاطئ

يبحثون في ملامحي عن بلدٍ حزين

عن بلدٍ مُهاجر

يبحثون في قدميَّ عن أثرٍ لشارعٍ

وفي يديَّ عن تذكار

إنّي كمن يهربُ من النارِ إلى النار

إلى الموت

إلى الوداع

ها أنا هنا

هاربٌ من هناك

جسدٌ يبحث عن بلد

جسدٌ تائهٌ

غرق في أحلامه

إلى الأبد

صديقي الذي قال لي

قارب موت ولا بلدٌ ميتة

علمتُ أنّي على الإثنين

لن أكون هنا بعد اليوم

البحر كان جاداً

بينما نحن كنّا نضحك

ونضحك

بأعلى صوت

اختيارنا كان صعبٌ

وما أصعب أن تختار بين

الموتِ والموت

ها هي جثتي تطفو

بلا عنوان

بلا أوطان

بلا فرحٍ ولا أحزان

بلا شيءٍ

حرة

من الآن

وبعد الآن.

منال بوشعالۃ/ ليبيا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال