المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف القصة

غزل من حجر 🖤 بقلم 🖤 رجاء يوسف

صورة
 لم أكن أعرف ذاك الفارس إلا من نحيب النساء عليه، ومن دموع الفتيات،ومن ثرثرة الإعلام الإخبارية التي ضجت رقصة النيران القاتلة من حناجرها. لم أعرف عن ذاك الشاب الخارج من حدائق الرصاص وشظاياها سوى صورته العالقة في فك القنوات وألسنة الشبان، وفي سجل الثوار الأحياء الموتى، وعلى جدران البيوت التي خيم عليها الحزن باكرا! أستيقظ الفارس من غسق الليل ومن رحيق العسل والياسمين. استقل سيارته،يبحث عن وطنه في الوطن،حاملاً دمه على كف، وسكرات الموت في كفه الأخرى، تدق أجراس الثورة على محياه، يتمطى في سكون شديد, وقلبه الصخري ،كما لو إنه غزل من حجارة الوطن. بصره معلق على الحاجز  في منتصف المدينة يحيطه نعيق الغربان المدججون بالسلاح. يتقدم بثبات صوب الحثالة, يتقن نزع الخوف من قلبه الصخري , وكأنه يهتف بأسم الأسرى والمسرى, باسم النساء وضربات الجنود على رؤوسهن, باسم الثائر والثورة وباسم الجيوش العربية النائمة في سُبات بغيض! أخذ يصوب بكل ما أوتي من قوة الله على رؤوس الجنود, يتقن لغة التصويب يرمي الرصاص على أجساد الغربان بحبكة شديدة , قذف في قلوبهم الرعب. يتقدم تارة, ويفر تارة أخرى ضاغطا على زناد بندقيته ليروي ظمأ

قطار الأفق البعيد..../بقلم/ أحمد السقالي

صورة
 قطار الأفق البعيد (قصة قصيرة) أحمد السقالي  من المغرب     كل قطارات الأرض تدرك وجهاتها إلا قطاري ما زال يطوي المسافات بدون توقف ! تنطلق القطارات السريعة فيتقلص حجمها وتتمدد أخرى على السكك في المحطات عند وصولها والمسافرون بين الركوب والنزول يهرولون ويتخبطون بالأيدي والأرجل في الأرصفة والدُّرُجات حاملين أمتعتهم جارّين الصبيان والحقائب المتدحرجة، وكل يجري بحساب إشارات ومواعيد مبرمجة تبثها تباعا شاشات التشوير الالكترونية ومكبرات صوت مذيعة رخيمة معلقة بعناية في كل الاتجاهات … إلا قطاري أنا لم يتوقف بعدُ ! حتى دخلني الشك؛ أأكون قد أخطأت القطار !؟ أم يكون قطاري هذا بطيئا قديما من زمن هتلر … بينما يختار غيري القطارات فائقة السرعة !؟ خرجت من المقطورة آملاً قطع الشك باليقين فصادفت المسؤول المراقب وسألته: _ هل قطاري يتجه إلى محطة الأفق السعيد؟ _ بالضبط هذه وجهته _ لكن سيدي يبدو أنه قد طوّل _ ههه وهل تظن بأن الأفق قريب !  رحت أجول بناظري من نوافذ المقطورة وأشاهد سهولا وجبالا، وديانا وأنهارًا، غاباتٍ ومُرُوجا، جسورا وقناطر، أنفاقا وقطارات سريعة… وكلٌّ ينساب في الاتجاه المعاكس لقطاري ! ولما سئمت من

خارطة طوكيو.... ❤️ بقلم ❤️ ليلاس سحلول

صورة
 || خارطة طوكيو || _كيفَ حال ابنتي ؟  سأتكلم عمَّ يراود  قلبي .. مبتدئاً بجملةٍ تحبينها .. _أحبك يا طفلتي المدلَّلة.. يومَ أمس سردت لكِ قصة وأنتِ في حضن أبيكِ الدافئ ،لتغمضي عينيكِ وتخلدي إلى النَّوم بطمأنينة جاهلةً خيبة الأمل التي مررتِ بها  .. لكن ما أن بدأت قد خلدتي إلى نوم عميق رغم كل الدموع التي كانت على وجنبتيكِ يبقى النَّوم أكثر ما تحبينه، تأكدت بأنَّك لم تكبري أبداً لازلتِ تلك الطفلة التي تبكي لتخفي نفسها في حضن أبيها ولكن تلك الطفلة الآن باتت تتكلم أخذتِ تثرثري الكلمات الأخيرة بصوتٍ خافت وأنت غير مدركة ما تقوليه  _ لا تتركني بين يدي هذا العالم القبيح جبروتي توقَّف عند كلماتك  عجز لساني عن التكلم، ويداي المرتجفة تكبَّلت لم أستطع إخفاء دموعي  لطالما كان الثقل الذي أحمله في قلبي أن تأتي هذه اللحظة ،فقد كرَّست روحي لأحمي قلبك الصغير الذي لا يليق بالغابة التي ترضخ للوحشية  ووجهك اللطيف والابتسامة التي تبقى مرتسمة لا تشبه المأساة الدفينة التي نحن بها .. رأيت طفلة تحاول رسم العالم المثالي البعيد عن الكراهيَّة ،في هذه الأثناء لم أكن إلا أبٌ فخورٌ بابنتهِ الصغيرة ..فخورٌ بأفكارها التي

|| ضباب سوداويّ .. /بقلم/ ليلاس سحلول

صورة
 || ضباب سوداويّ || ساعات قليلة متبقية والأحلام تتحطم  لم يتبقى منها إلا الرماد ركونٌ يغطِّي المكان والموت الروحي يآكل جثماننا ذاكرة فارغة.. وجع عشوائي مختبئ بين هشاشة الأغصان وخفِّة أوراقه ..  الطرقات مضلَّلة والضباب يخفي المرض المستوطن بخفقات قلوبنا محاولين علاج قبح القلق الرماديِّ ،تكبلنا أشباحٌ تعرف طريقنا الذي نجهلهُ حاملةً معها خفافيش ك مفتاحٌ يتسلل عمق المكان المتوجّهين إليه .. ذاك المكان مليء بالرسائل الفارغة وكأنها إشارات ودلائل مجهولة الهويَّة لم يدرك مارسيل ماذا تعني على الإطلاق الأمر الذي زرع الخوف أكثر   .. _ والآن ماذا ،هل سينتهي بك المطاف ؟ _مارسيل :لم ينتهي بعد يا صديقي ،إنه مجرد ضباب فاحم يكبت أنفاسنا قبل أن يغطي الأرجاء. _لكن يا صاح أقدامك عالقة ، كل شيء سينتهي في هذا المكان  .. _كانت عالقة لحين عانقت عمق الحلم وأدركت معنى الرسائل الفارغة عندما سمعت أصوات صريخها تلملم حروفٌ ضائعة متبعثرة  خاشية أن تتكرر حادثة العام الماضي التي وصلت إلى انتحار فتاة على محض ذاك الطريق  كل من يعرفها يؤكد بأنها لم تنتحر مؤكدين بوجود شيء مجهول في ذلك الطريق السوداوي ، اعتقد المتبقين بأنها

الكاتبة : فيفى سعيد محمود

صورة
 حالة  #فيفى سعيد محمود إشتقت لكتابة القصة ، لبعض من ذكريات الماضى ، لإمساكى بيد أبى وألوح فى الهواء غير عابئة بمشاعر الآخرين . إشتقت لقراءة كتاب كامل دون أن تقاطعنى آلاف الأشياء وأن تزكم أنفى آلاف الروائح التى تفوح من بين سطور الكلمات.  إشتقت لمحبرتى والتى بها آلاف الأشياء من تاريخى الملوث.  بعشق الأشياء التى لا تمثل لى شئ سوى غريزة التملك  .  إشتقت لإنجاز عملى دون أن تستوقفنى آلاف الأشياء دون أن  تتطفل ابنتى وتدس أفكارها الغريبة لتخرجنى عن التركيز.  وألا أكتب أوراقا كثيرة هى لا تعنى شئ للآخرين ولكنها هى نتاج أحلام باتت عقيمة ولا تباع على أرصفة المارة .  إشتقت للتسكع بين ممرات الحارات الضيقة لأستكشف عالما غريبا عن عالمى الذى تملؤه الرأسمالية والبحث عن الفوضى . إشتقت أن أقرأ صديقاتى وأعبر عنهن فى عالمهن ،لأفيق من غفلتى على ذكرى أبى وهو يدس فى جيبى الكثير من الحلوى والشيكولاه ولا أجده . فقط أنا ومحبرتى الفارغة إلا من عفن الأشياء .

كوبي بيست.../بقلم/ عباس السلامي

صورة
 كوبي بيست ـــــــــــــــــــ  هل من طريقة " لأفرمِتَ قلبي" ؟  أو أستنسخ  بطريقة الـ"كوبي بيست"   كل ّما ترسّخ فيَّ من زيف التاريخ ،وهلامية الجغرافيا ، وفنتازيا الحياة  أستنسخ مافي رأسي - من أفكار ورؤى وذكريات وهزائم وانكسارات ومواجع –  أستنسخها كلّها  على ممحاة وألقي الممحاة  في دهليز بعيد؟  هل هناكَ وسيلة لأسقِطَ عن لساني صمتهُ المريب ؟ والطرقات ..آه الطرقات  كثيرا ما كانت تخذلني !  كيف لي إذن أن أسترجع خطواتي منها ،  كيف أستلني من تحت حوافر المارة ؟  كيف أرتّب أحلامي كلّ حلمٍ أصفَّهُ حسب ساعة موته ؟ آه! لا قدرة لي على الاصطفاف مع الثعالب،  لأكون من المدعوين للواجهة ! بضاعتي مُزجاة ، حلاوتي نفدت  وكلّ ما في جعبتي لا يثير نهم الجراد ! ياه ! تحاصرني المرايا الجارحة ، وتحيطُ  الشراك  بي من كل جانب! سأفكّر بطرق أخرى للمرور الآمن  كأنْ أضع  مثلاً فوق رأسي طاقية رجل الأمن،   أرتدي نظارتهُ  وأزيّن خاصرتي كما يفعل  بمسدس يجب أن يلمحه الجميع . لكي أمرَّ بسلام  يتحتمّ عليَّ  أنْ أرسمَ فوق قميصي سهاماً لا تحصى  تبعث إشارات للناظر بأنَّ   السهام تلك لها  قدرة عجيبة  على أن ت

مات مرتين.../بقلم/ مي عطاف

صورة
 مات مرتين . مات مرتين ،  صرخت والدته لرغبة منها في جعل موته غريبا و لتضفي على موته صفة القداسة وذلك لتغطي إحساسا،ً شدها من نياط  القلب . لم يكن موته عادياً ،  حزن الحي برمته على إبراهيم الذي نال اسم أبيه من فرط حبّ الأم لزوجها إبراهيم الذي عشق من النساء ما طاب له حتى كرهته و تحول اسم ابنها إلى لعنة ، كلما نادته قالت  : الله يلعن أبوك إبراهيم . إبراهيم الاسم الذي جاء فضفاضاً على طفل لم يلبسه حقا ، كأنه استعار الاسم لمدة من الحياة فقط . كان إبراهيم الأب يرغب بنساء الأرض،  هكذا أفصح ذات يوم لذا فتح محلاً لبيع اللانجري حيث سيلبي بعض شهوته في معرفة مقاس صدر كل امرأة وصار يعرف البريئات منهن والفاجرات فيستغل الاثنان على حد سواء ،ويضع حمالة الصدر على صدورهن أو يضع تفريعة يستند بها على كتف المرأة أو يشد السترينج عند خصرها ..البريئات يمنعهن من الصدّ الخجل ، والفاجرات يرغبن بلعبة الأنوثة معه. عمله كان أكثر من صاحب محل لأنه اشتغل على خياله أيضاً حدِّ الانتصاب . الثقة ليست بصمة...الثقة سلوك ،  قالت  زوجته حين سمعت وشاهدت بأمّ عينيها كيف يتعامل مع زبونات المحل ، وكيف يُثار ،حينها عرفت لماذا يصرّ عل

السر.../بقلم/ مي عطاف

صورة
 السر   (1) دخل المطبخ كانتْ منهمكة بتنقية العدس ، نظرتْ إليه وعادتْ تنبش العدس ..قال: ماذا ستطبخين ؟ رفعت رأسها : شو شايف ؟ قال : مجدرة ؟   ردت : والكفتة اللي عالنار ؟ وهو  يفتح البراد ويتناول زجاجة ماء بارد أجاب : شايفها . رفع زجاجة الماء لفمه وراح يشرب وشعر بعينيها تنهرنه لشربه الماء من فم القنينة ، العادة التي تكرهها . حين دخل المطبخ ليشرب ،رأها جالسة تنقي العدس فتذكرها . غالباً ما ينسى وجودها وهو يتابع كتاباته على الفيس بوك وتواصله مع الأصدقاء والصديقات او مشاهدته لفلم ، لا ينساها بكرهٍ بل ينساها لأنها صارت خارج أي شعور ، كما لو كان لديه قميص لا يكرهه و لكنه أخذ حيزا من اللبس كافٍ فتركه في خزانته وكلما مرّ أمام عينيه لا يعنيه ..فقد انتهى أدنى شعور بالحاجة أو الشغف إليه .هكذا كان ينظر لسامية . تعرّفَ على سامية في قسم الطباعة في جريدة محلية كانا يعملان بها ، ولمّح له أحد الزملاء بغمزة من عينيه أن : ما رأيك أنت عازب وهي كذلك . ربما كان زميله يمزح ، لكنه رأى أنها مناسبة له ،يكبرها بخمس  سنوات ، فتاة عملية وقد عبّر مراراً عن رغبته  بسندٍ يرخي عليه بعض حمله . سامية فتاة شقراء بشعر سابل