المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٤

غزل من حجر 🖤 بقلم 🖤 رجاء يوسف

صورة
 لم أكن أعرف ذاك الفارس إلا من نحيب النساء عليه، ومن دموع الفتيات،ومن ثرثرة الإعلام الإخبارية التي ضجت رقصة النيران القاتلة من حناجرها. لم أعرف عن ذاك الشاب الخارج من حدائق الرصاص وشظاياها سوى صورته العالقة في فك القنوات وألسنة الشبان، وفي سجل الثوار الأحياء الموتى، وعلى جدران البيوت التي خيم عليها الحزن باكرا! أستيقظ الفارس من غسق الليل ومن رحيق العسل والياسمين. استقل سيارته،يبحث عن وطنه في الوطن،حاملاً دمه على كف، وسكرات الموت في كفه الأخرى، تدق أجراس الثورة على محياه، يتمطى في سكون شديد, وقلبه الصخري ،كما لو إنه غزل من حجارة الوطن. بصره معلق على الحاجز  في منتصف المدينة يحيطه نعيق الغربان المدججون بالسلاح. يتقدم بثبات صوب الحثالة, يتقن نزع الخوف من قلبه الصخري , وكأنه يهتف بأسم الأسرى والمسرى, باسم النساء وضربات الجنود على رؤوسهن, باسم الثائر والثورة وباسم الجيوش العربية النائمة في سُبات بغيض! أخذ يصوب بكل ما أوتي من قوة الله على رؤوس الجنود, يتقن لغة التصويب يرمي الرصاص على أجساد الغربان بحبكة شديدة , قذف في قلوبهم الرعب. يتقدم تارة, ويفر تارة أخرى ضاغطا على زناد بندقيته ليروي ظمأ