سنلتقي يوما .../بقلم/ محمد داديخي
سنلتقي يوما ..
على رصيفٍ أو في مقهى
وربما على شاطئ البحر
ربما ......
نفك أزرار الكلام بتنهدات
وصعداءُ تختلج لها أصابعنا
حين تصير كالموج ..تعزف الشواطئ
سنلتقي دون موعدٍ ..وليس صدفةً
بل قدرأ ..فعلاً فلكياً لا تخطئ فيه الخطوات
ويضحك لنا الرصيف ..والعابرون
وإشارة مرورية تعجز عن الألوان
غصن تدلى فوق كرسي سينهض نحو الشمس
ليخبرها عن موعد غروب محتمل قبل الأوان
وقطة تبحث عن بيتها ..تقف بيننا
وتنظر مني خريطة العواصم من عينيك
لأدلَّها على الدفء ..تموء على حذائك
وتعود طريقها تلاعب أوراق الخريف
سنلتقي ..ونحضن الهواء بنظراتنا
ونعطر كل ملابسنا التي تركناها قيد انتظار هذا اللقاء .
سنلتقي ...حتماً
إن لم يكن على الأرض
فحصتي في السماء سميتها باسمك
فوق قرميد الغيم ..لنا كوخ
من خشب الصنوبر ..والسرو
وأثاثه بضع قصائد كحرير ثيابك
فيه سنغمد المسافات
ليس في وطني ...
بعد أن أثخنته الحرب بصوامع الدخان .
ولا في خيمة نلت فيها صك عروبتي رقّاً..
ليس قرب البرج موعدنا
أنا لا أهرب من الموت إليك
سآتيك ببعض ما تبقى مني ومن وطني
لن أضع العطر ..وليس في يدي وردة
انا فقط عابر أوهام .
ولئن قبلتك ..لا تمسحي شفتيك
تلك رطوبة الوقت في الأسر
لن يحررها أن نلتقي
ولن تجف عن عروق حلمنا
لا تمسحي دمعة بللت معطف الفرو
المطر سيغسلني بك ..ويجف الملح عن جسدي
فأكون كالبحر اللقيط
على أرصفة السكارى أجتر اشعاري
ضميني إلى سطورك
في همزة الوصل بين وطني واسمك
أنا لا أحلم إلا بك ...وبه
قد لا يموت شاعر من اجل إمرأته
بل يموت وفي حضنه أمراة
فاين حصة النفس..
من مساحات تلونت يأحمر الشفاه.؟!!
سنلتقي ..في البحر .
على جزيرة لا تعرف تضاريسها عمقنا
ولا جغرافية السياسة ولا الحكام
بعيدأ عن ملاهي العقيدة
بين طوائف العرابين .
سنغطي جذع الكلام بسعف الحروف
ونبيذ الرغوة على عذرية الرمل من آهاتنا
سيحضننا القمر ..يخبأنا في كبدٍ.., لا تظهر للأرض
وتعزف لنا المطر رقصة زوربا
قرب جدول من ماء الورد .., وحبر الصخور
سنلتقي ..كخيطيْ دخان
ننسى تفاصيل لونينا
وتحملنا نسمة من طواحين دونكيشوت
إلى حدود صمتنا عن التنوين ..وكاف المخاطبة
ونون جمتعنا وعري عروبتنا
ستحملنا بعيدا عن خزينا من تاريخ نحاسيٍّ
قرأناه في مقعد الدرس ..قبل لعبة الحرب
ضميني إليك ..لا أريدني أن أتوقف عن الكلام
وحين اللقاء ضمديني بشفتيك
أحتاج تنفسا حقيقيا ليس يشبه الكلام .
محمد داديخي
تعليقات
إرسال تعليق