شيء يأكل شيئا.../بقلم/ يزن السقار


 شيء يأكل شيئا 

و الباقي أَتعب 

شيب يمسح أردانه بالأسود

و اللحن عتيق 

صدفتي نيسانية 

و العدوى ربيع 

لا دخل لي بأني من نسل نيسان 

و لا دخل لي أن فاتحتهُ كاذبة

هكذا تفتّحت عيوني

أخضر يموج 

راعي يدغدغ نايه فجر الندى

قلوب تزهر حتى ضحكها

و مسٌّ من لغة الزهر كلما جابني 

نضج في فمي شبق القصائد

و فاح الهذيَ حتى بان سِنّهُ

لا دخل لي بأني ولدتُ

هي صُدفة العشق 

أبي هام على قلبهِ

و أمي احتضنتهُ

فكنتُ وقتهما 

طقسهما البريء

فصلهما الفاتح الفاضح لملامح الهوى 

تأريخهما لهيام لن ينتهي 

و نسلهما المتهم بالنيسانية 

لا دخل لي باخضرار نيسان 

كل ما في الأمر أني

سرب خيول لا تنام 

ترمح حتى شفق الأغنيات 

خيول لا يهدّها تعب و لا الجبال

 تركض عارية وراء أحلامها 

لا تؤمن بخرافة المستحيل

و لا تنكص حتى تموت 

فكانت الصدفة ساحرة عاشقة للأمد

لا تحب لهجة الانتهاء 

أحبت أن في الخيل معاند

فعاهدت البراح أن تسانده 

فردت جدائلها على أرض الله

فكان العشب 

غرست أصابعها طلع الشجر

أرضعت الوقت 

فسال الزهر لونا بارحا 

و انتشى الخيل

لا دخل لي بنيسان 

هو تبناني 

قبل أن يعرف نزقي في زوايا الرؤى

انحدار مختلف يتعمشق ما لا يُرى 

قبل أن يعرف شغفي الملغم بالقمح الشهي

سليقة تأخذني إلى حتفي و الولادات

قبل أن يعرف علاقتي السرية بالبكاء 

اغتسال لحشرجات عالقة منذ الأزل

قبل أن يعرف جُبني في النداء 

لا صوت لي إلا الخيال

قبل أن يعرف أن حواسي عشر

و حدسي مقصلة تصيبني 

لا دخل لي بالشِعر

تعرفتُ على غرائز الرحيق و حزن الفصول حتى تكركبتُ 

و كلما أعدتُ ترتيبي 

شُبهت لهم قصيدة


يزن السقار 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو