شارِع سيف الدين الخطيب..../بقلم/ عبد العزيز عواملة
شارِع سيف الدين الخطيب
______________________
شارع سيف الدين الخَطيب /شَمالُ طريقِ الفَخار / طولُ سِكة الحديد / عِنوانُ قلب جدتي /رقمُ هاتفها المُعطلُ المُنتهي بالرابعةَ عشر من كُل شهر
لم تَعُد نعالٌ مرميةٌ على الأسلاك تُغضبها ، ولا ضربُ كرةٍ على الحائط يُوقظُها ، لم يعُد دينارُ العيدِ يضحكُ في جيب القميص ولا رائحةُ أطباقُ الأرزُ بالحليب تُطعمُ مساء الخميس ،
لم يعُد ينادي بائع الألبانِ فَجراً ولا تنامُ القطط في ساحاتها مُطمئنة ولا تتساقطُ حباتُ الأزكدنيا في صوتها هَدراً لم يعُد لينضج التين ويصفّرُ العِنب
وتزقزقُ العصافير ،
ولم تَعُد قصصُ يافا للمساء ، وشتائمُ الحُب بالهواء ويدٌ حانيةٌ للصباح لم يعُد صوتُ القطارِ يصفّرُ ولا تمرُ فتياتُ المدارِس بالفساتينِ المُعشبة من شوارع القلب وتضحك ، ولا على الأدراج صوتُ ماءٍ يغسلُ
الغُبار،
عُدنا ونقوشُ البلاطِ بالفقدِ باهتة والنوم على الوِسادةِ مُجفلٌ ، ويدانِ للمساء تُأرجحُ الحُزن ورزنامةٌ على الحائط لم نَقطف أوراقها ، حكمةٌ ثابتة
ومذياعٌ يبثُ الذِكرى ، تلفازٌ ماتت مشاهدهْ ، وكُل ما بالحَيِ مُعدم .
عبد العزيز عواملة
أنتَ جميلٌ يا عزيز ..مُكتمل الهيبة والأدب
ردحذف