يمشى بين..../بقلم/ محمود خليل الشاعري


 يمشى بين ازقة المدينة، يذهب من دون وجهة، ينظر إلي الأرض دائما، ليس لخيبة أمل أو تشتت ولكن يبدو أن النظر للسماء خلق للحالمين، أما هو فلم يعد لديه ما يخسره ولا ينتظر المكاسب...


واضعا كلتى يديه وراء ظهره ، يمشي تحت المطر، لم يعد يخاف البلل، فهل سمعتم عن أحد يخاف هبوب الغيث وهو الذي كان آخر الناجيين من عبور طوفان النسيان، يركل حجر ويتبعه بناظريه، وبرغم من كل الضجيج الذي كان يحيط به إلا أن الإزدحامات لم تعد تلفت انتبهه..


لم يعد يأبه للدوري الإيطالي أو صفحة الوفيات ولا يعرف من يمسك بزمام الدولة ولا احتياطي وطنه من النفط، كان يعيش مستقلاً داخل عالمه الذي صممه علي مقاسه، وطنه حيث يسود السكون والنقاء، صار جليسا للكتب والفنتازيا، لا يتكلم إلا للنباتات والعصافير، كبرت و الناس تظن أنه يعيش في افتراضية، لكنني أكتشفت أنه كان أكثر الواقعيين الذين عرفتهم،فالعزلة واقع مرير ولكنه أفضل بكثير من ضجيج يملؤه النفاق...


محمود خليل الشاعري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو