الكاتب : أحمد حسَّان كعدان


 المدينة الفاضلة ترحبّ بك!

موطن المثاليات الفاضلة اللّذيذة!

حيث ستعلم أولادك هُنا السّباحة، الرّماية، و ركوب الخيل، بعد تعليمهم رمي القمامة في الحاويات المخصّصة..

بإمكانك مزاولة المهنة التي تميل شخصيتك إليها، 

لن تهدر زهرة شبابك و أجمل أيامك الدّنيوية في دراسة ما لا تحبه ولن تفيد مجتمعنا فيه..

بإمكانك أن تكون طبيباً، مزارعاً، أو خبّازاً..

لكن ليس لدينا مهنة تدعى رجُل دين!

بالحديث عن الدّين هنالك إله واحد فإمّا أن تؤمن به أو لا، هذا يعود إليك..

الدّين هو فقط وسيلة روحية لتوحيد البشر، و ليس ذريعة للتّقسيم و التنافر..

التّدين، و ممارسة الطّقوس و الشّعائر هي مجرد أداة شخصية لا أحد يكتر برؤيتك تستخدمها، ولن يقتلك أحد لعدم استخدامك لها..

في مدينتنا ستجد متحفاً، الكثير من الحدائق و المدارس، مكتبة ضخمة.. 

و ستجد أيضاً داراً للعبادة، داراً واحداً فقط!

اسمه يُقرَأ هكذا: دار للعبادة..


في مجتمعنا لن تجد أغنياء!

ولن تجد فقراء أيضاً! 

فنحن لا نستخدم قصاصاتٍ ورقيةٍ غبيةٍ أو دوائرَ معدنيةٍ تثقل كاهل حاملها، و هذا ما تدعونه بالعُملة..

لا يرتبط اقتصادنا بمخزونٍ من الذّهب، نهدر مكاناً شاسعاً لتكديسه، و طاقاتٍ فتية لحراسته..

الذّهب، الفضة، وحتى المجوهرات و الأحجار الكريمة بإمكان أي شخص الحصول عليها من محل الخرداوات، 

الاستخدام الوحيد لها عندنا هو صناعة خواتم الخطوبة؛ لن تحتاج أكثر مِن خاتمٍ و سَنةٍ على الأقل مع الكثير من الحبّ و بعض الأشياء التي يمتلكها الجميع، حتى تتزوج..

العملات الأجنبية القيّمة، ذات الألوان الزاهية نستخدمها لتنظيف أرضيات المراحيض، فهي مصنوعة من خامات عالية الجودة من القطن..

أتتسائل كيف نشتري أو نبتاع حاجياتنا، ربما؟

حسناً سأجيبك..

يوجد لدينا جمعيات لكلّ مهنةٍ و عملٍ و حرفة، وهي تنظم سير العملية المهنية في مجتمعنا، حيث أنّ كلّ فردٍ سيحصل على كل شيء، مقابل شيء واحد سيقدمه للجميع..

الجميع ملتزمون بالطّلاب فهم يُحَصِّلون العلم الآن لتحويله مستقبلاً إلى ما يخدم المجتمع و ذلك على شكل مِهَن اختاروها بأنفسهم، كما أن الجميع ملتزمون بمن هم في السّتين من عمرهم و ما فوق و النّساء الحوامل..

ليس لدينا أحدٌ جائعٌ في مدينتنا إطلاقاً! 

الشّعور بالجوع هو أكبر عارٍ داخل أسوارنا!

فمَن لا يعمل يُعاقب بالتّجويع، و من يُساعِد جائعاً يتم تجويعه أيضاً، و هذه حالات نادرة جداً لم و لن تعترض مجتمعنا أبداً..


يتبع...


*أحمد حسَّان كعدان*

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو