انتماء..... /بقلم/ رولا أبو صعب
انتماء
___________
من يَسحبُ ذاكَ الخيط من غرزتِه العميقَة
ويُجمّل تفاصيلَ الفراغِ بوقارٍ مَهيب !
مَن يَهدم شفقَ الليل المُثقلُ بضوءٍ شَحيب
ليستسيغ طَعم الحُلم المر / كوجبةٍ سريعَة الاشباع !
ثمةَ أغنياتٌ لم يرتفع منسوبُ لحنها بَعد
فالبحرُ أرخَى جَدائله علَى مدارجها
وانتزعَ من عناوينها
لونَها ..دلالتها.. وركنَها الثابت
في ذُروة الانتساب
أنا الواقفةُ على حَافة جداري
أُفرِغُ الظلَّ من شُبهاتِه المعتادة
وأنسَخُ منه أربعيناً آخَرَ.. شبيهاً
ب صَوتي ، قدماي ،أصَابعي المنفلتة
بينَ خصل الهواء
انتظاري أمام ساعةٍ حَمقاء
تُضخّم الوقت بابتسامةٍ سَاخرةٍ
ومع هذا كنتُ أحبها ، وأمسَح
غبارَ قهقاتهَا العفنة كُل صباح
نكايةً بِهشاشتي المُرمّمة
لن أنسى أرجوحتي السَّكرى
مسكينة هي .. فقد خانتها الريح
عند أول استنادٍ لها على شمسٍ مَكسورةٍ
وسماءٍ مَثقوبَةٍ ،وقباب خالية من القُبَل
ليكون الجواب دائماً /كم الجبيرة قاسية !
حِصَّتي من الحِبر كانت ضئيلة ...حينها
وأنا أعيد تنظيمَ (دومينو) الرواية من جديدٍ
المسافةُ هزيلةّ جداً وسنابلُ الشّوق غاصَّة
الرسائِل أرتال مُضاعفة وعناوينُ اللّهفة مُشوهة
يالَه من شتات !!
ومع هذا كنتُ أذكركَ ..دائماً
مع كلّ اغماضةِ قلبٍ..واستفاقةِ حلم
أتحسسكَ كنبضٍ يُداعب رجفةَ الورقِ
حين تَنزلقُ حروفُ اسمكَ تباعاً في دمي
يَصرخ نهر العشقِ ويفيضُ بي
فهو يعلم أني أحبكَ
وكم ، وكم ، وكم ...أحبك
___________________
رولا أبو صعب
تعليقات
إرسال تعليق