الشاعرة : نتالي دليلة
عبثاً رحتُ أبحث عن انتماء
عن هويّة و ملجأ و ملاذ
رأيتُ الشمسَ فقلتُ
هذي هويّتي
فغابَتْ و أقدمَ اللّيل عاتماً
فرأيتُ القمر و قلتُ
هذي هويّتي
فهلكَ غرقاً في اسوداد اللّيل و ضلَّ
لمعَ نجمٌ بعيد فاستبشرَ قلبي
هذي هويّتي
و إذ بالنّهار يضمرهُ فيستتر
و في وجوه المارّة تأمّلت
طفلة و معها دمية بالية
تنظر إليها بعينٍ طاهرةٍ و بسمةٍ بريئة
هذي هويّتي ..
و إذ بها تتركني في الفراغ
ذاكَ اللاشيء المكوّن من كلّ شيء
عصفوران في الزّواية
يتقاسمان من الطعام ما وجدا
هذي هويّتي
و إذ بأجنحتهم تحلّق متباعدة مودِّعَة
في وجوه أصدقائي رأيتُ هويّتي
فوقعتُ في الفخّ
و تغيّرت الأقنعة بغتةً
عبثاً رحتُ أبحث عن انتماء
عن هويّة و ملجأ و ملاذ
في كلّ زمانٍ و مكان
إلّا نفسي ..
لم أبحث في روحي
و الكواكب المبعثرة بداخلي
نسيتُ جذوري فأغرقَتْني
و في المجهول طَرَحتْني
أينَ أنا ؟
في الضّياع و الغيب و التلاشي
في الرّمادي ذو الأبعاد الملوّنة
في اللّامكان المحدود
مهلاً أنا في نفسي
أنا بداخلي
لفتتْني المرآة فنظرت
و إذ بي أجد هويّتي ..
نتالي دليلة
تعليقات
إرسال تعليق