الشاعرة : ماجدة داري
ماجدة داري
Majda Dari
------------
متاهات
وحيدةً
أراقبُ تحولي إلى حريقٍ أو مخلبٍ شرسٍ
أمرُّ بالشجرةِ الآمنةِ
ترشقُني ملحًا يؤلمُ حتى رمادي
أخبّئُ صوتي في تلافيفِ السماءِ
كأنّي بعضُ ماءٍ
مثلَ القططِ أموءُ في الطرقاتِ
وفي آخرِ التّعبِ أقرأُ قصّةً رومانسيّةً
أتحولُ لعناقٍ أهشُّ بها على هزائمي
حديثٌ مُرٌ بزاويةٍ واسعةٍ للموتِ
أتبادلُ مع الموتى فوضى حواسي
ونحتفلُ بالبردِ
يبتسمُ بعنفٍ
نتغلغلُ في موتٍ لا ريبَ فيهِ
يفتحونَ نوافذَ الألمِ
ويقطعونَ الأحلامَ إربًا إربًا
همُ الأحبَّةُ
شقيّةٌ كلماتُهمْ على حافّةِ الخيطِ
في فندقٍ عتيقٍ قبالةَ البحرِ
أنفخُ في صورٍ متهالكةٍ
علها تحضرُ صورَ مَن رحلوا
تحتَ الأغطيةِ روائحُ أسماكٍ تتشاجرُ على آخرِ قبلةٍ
أنهش الأبوابَ بمفتاحٍ صدئٍ
لأقطعَ جدالًا زائفًا بينَ وجعِ القصيدةِ وفراغِ التمنّي
لم يعدْ قلبي بائسًا
أتعاطى المصادفاتِ
نجمةٌ تتحولُ لموسيقا
فراشةٌ تُشعلُ المقابرَ
أشربُ الحزنَ بصحّةِ الشّتاءِ
هكذا أحتالُ على القصيدةِ قبلَ مجيءِ الوقتِ
الوقتُ الذي لا يأتي أبدًا.
ماجدة داري
تعليقات
إرسال تعليق