السر.../بقلم/ مي عطاف


 السر   (1)


دخل المطبخ كانتْ منهمكة بتنقية العدس ، نظرتْ إليه وعادتْ تنبش العدس ..قال: ماذا ستطبخين ؟

رفعت رأسها : شو شايف ؟

قال : مجدرة ؟  

ردت : والكفتة اللي عالنار ؟

وهو  يفتح البراد ويتناول زجاجة ماء بارد أجاب : شايفها .

رفع زجاجة الماء لفمه وراح يشرب وشعر بعينيها تنهرنه لشربه الماء من فم القنينة ، العادة التي تكرهها .

حين دخل المطبخ ليشرب ،رأها جالسة تنقي العدس فتذكرها .

غالباً ما ينسى وجودها وهو يتابع كتاباته على الفيس بوك وتواصله مع الأصدقاء والصديقات او مشاهدته لفلم ، لا ينساها بكرهٍ بل ينساها لأنها صارت خارج أي شعور ، كما لو كان لديه قميص لا يكرهه و لكنه أخذ حيزا من اللبس كافٍ فتركه في خزانته وكلما مرّ أمام عينيه لا يعنيه ..فقد انتهى أدنى شعور بالحاجة أو الشغف إليه .هكذا كان ينظر لسامية .


تعرّفَ على سامية في قسم الطباعة في جريدة محلية كانا يعملان بها ، ولمّح له أحد الزملاء بغمزة من عينيه أن : ما رأيك أنت عازب وهي كذلك .

ربما كان زميله يمزح ، لكنه رأى أنها مناسبة له ،يكبرها بخمس  سنوات ، فتاة عملية وقد عبّر مراراً عن رغبته  بسندٍ يرخي عليه بعض حمله .

سامية فتاة شقراء بشعر سابل قصير وعيون زرقاء كلون السماء وجسد ناحل  ...من يراها يعتقد انها سائحة أجنبية ، وقد لفَتَه جمالها فأرداها له خاصة حين سأل عنها الأخرين - قبل زواجهما -  وقالوا لم تكن على علاقة بأحد .

حتى أن وصفهم لها أربكه قليلا  : إنها غريبة الأطوار وإنطوائية للحدّ الذي اعتقدنا بها علّة ، قالوا أنها فتاة منغلقة على نفسها لا صديقات ولا قريبات إلا اللواتي يُفرضن عليها في بيت أهلها .


وفي الجريدة قالوا أنها اختارت القسم الأشد انعزالا أن تقف قرب الآلات الطابعة ولا تتكلم مع أحد ما لم يسألها .


أعجبه بسامية أنها أرض خام عذراء ، سيكون قطافها شهيا ،فالتجربة الأولى لها ستتيح له أن يترك بصمة مؤثرة تجعلها خاتماً بيده .


لكن الشك ساوره حين قال أحدهم متعجبا : سامية بدها تتزوج يا زلمة بتحس أن لديها سر كأنها بير ومغطى !!

وزاد شكّه حين طلب موافقتها ليدعوها على الغداء بعد العمل ، فوافقت ، وحين جلسا في المطعم ، لم يكن سمة حياء بادٍ عليها ، لا بل كانت تأكل دون حرج وكأنها تجلس لوحدها وفي بيتها .


فاجأه الأمر بدايةً ، لكنّه بدأ يتلمس راحة بعفويتها تلك ، وقال : لا تعرف أداب الطعام التي تقوم بها الفتيات المحترفات  ..كأن يملْنَ رأسهن قليلاً أو يجعلن اللقمة لقمة عصفور أو يبتسمن بحياء يكشف عن سنّينِ أماميين أو يسألن بصوت ناعم ويمسحن بدوطة حتى الكلام الخارج من الفم .

سامية كانت صامتة ، يسأل فتجيب ، يصمتْ فتأكل .


أعجبه ما اعتبره بدائي وخام لديها وكان في داخله بعض موج  يضطرب شكٍّاً بين حين وآخر مدموغاً بعبارة (غريبة الأطوار ) وللسبب ذاته أراد أن يكمل معها ، يدفعه فضولٌ رأهُ فيما بعد تهور وغباء  ،كان يتحدث أمامها كثيرا لأنها من تلك الوجوه التي تقول لك :اطمئن سرك في بئر .


وراح يميل لفكرة صمتها واعتبرها نعمة  ، سيكون حظه جميلا مع امرأة صامتة لا تثرثر ولا تنق ولا تنكد عيشه .


تزوجا في الواحد والثلاثين من كانون الأول ..كانت نهاية السنة ، وكان واحد من ثلاث قرارت اتخذتها في حياتها .

مضى على زواجهم عشرين عاما ، ولم تزد معرفته سوى بجسدها ، جسد أبيض ونهدان فاجأهُ حجمهما ، رغم أنه بفترة الخطوبة التي كانت قصيرة وضع يده مرات ومرات فوق قميصها لكنه ما استطاع تقدير الحجم لأنها كانت تحني جذعها منطوية .

كان جسدها يثيره  بشاماتها الصغيرة  المتناثرة كنجوم منطفئة في نهار بياض جسدها ، وبتلك الوحمة على شكل سمكة تسبح بقطرتي ماء على عانتها .

الليلة الاولى ،ليلة الدخول العظيمة ، كان اغرب ما يمكن أن يتوقع منها أو يسمعه من أحد .

 بعد الانتهاء من الحفل المقتصر على الأهل ، غادرا للبيت  الذي رتبه لوحده وكانت تقول : اشترِ على كيفك..ما يعجبك سيعجبني.

 وهذا ما حسده عليه الأصدقاء فقد طلبت منه ترتيب كل شيء. واهتمتْ فقط بإفراغ حقيبتَي ملابسها في الخزانة وحقيبة صغيرة وضعتها تحت السرير .

  في تلك الليلة كانا لوحدهما للمرة الأولى... مع أنه دعاها قبلا وتمنعت  وأعجب بها أكثر لتمنعها .

 

بفستان أبيض دخلت البيت ،وراحت تتفرج على اللمسات الأخيرة التي وضعها كالأنوار الحمراء التي صبغت الصالون ..قال لها : أعجبك ؟

لم ترد واكتفت بتقطيب جبينها وقالت : يا ريت لو كان اللون سماوي .


 وقف قبالها وهو ينزع ربطة العنق ..لفَتَه كيف فكٌت أزرار قميصه

 وحزام البنطال بحركة آلية ..ثم أدارت ظهرها ووقفت بباب الحمام ، شلحتْ عنها فستان العرس ورمته بقوة عبر باب غرفة النوم ليستقر على السرير .

سحبه جسدها وهي تكمل نزع ثيابها الداخلية ..قبل اقترابه منها دخلت الحمام وأغلقت الباب بالمفتاح ،فقال وقد هدر موج الشك  بداخله لثوان وفكر  : وأخيرا بعض حياء .


نزع عنه ثيابه وانتظرها وراء الباب وهو يتخيل مشهد مباغتتها من خلف ظهرها وتعلق يداه بنهديها ونسخ جسده عن جسدها .

سمع صوت الدوش ، مرت دقائق وفتحت باب الحمام ومدت رأسها لتنظر إليه واقفا بجانب الباب ..نظرت لجسده العاري ركزت النظر ما بين فخذيه مدت يدها ومسكت يده حتى صار قبالها ..كان الماء يتساقط قطرات من جسدها وقالت : افحصني  .

لم يفهم هل هي جادة أم هو أسلوب للإثارة ...مسكتْ يديه وقالت : افحصني ..ابدأ من هنا .

شعر برعشة  تسري من يديه اللتين على خدها حتى ريقه الذي رطب فمه.

مرر يده  يتفحص  جسدها المنعش ككأس ماء يتقطر ماءه عنه ..لمس رقبتها والكتفين ..تدويرة النهدين والحلمة الوردية بأصابعه ..صامتة ومتفرجة كعادتها ..وهي تراه  ينزلق أمام جسدها يتحسس بطنها الصغير وردفيها ..عانتها ويدس أصابعه بين فخذيها ..تتابع يده على الفخذ والساق وحتى أصابع أقدامها ..شابك اصابع يديه بأصابع قدميها دون أن تؤتي حركة أو يسمع منها تأوه أو أه .

قال مشتهيا ومازحا : لقد اشتريت .


أبعدته بيدها حتى كاد يسقط ..خرجتْ من الحمام ومضت للسرير ، اندست به ، شعر بإهانة لكن شهوته قادته إليها ، وكان جسدها بارد فقط كأنها باعت حرارة جسدها حين اشترى


مي عاطف 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال