الشاعرة : لمياء القفصي
جنة الأموات
هنا لا ترى الحياة ، لا ترى الموت
ترى ما بينهما
نهار يفرك عينيه
بماء الغروب يغسل وجهه و يتنهد
وليل ليس في خزائنه غير الصمت
و مناديل أنثى في حروف اللغة تنتحب
كأوراق زائدة تتمزق
بلا صوت تعزف مواييل
تتصاعد من حناجر الكلمات
مزيجا من حزن كأنه الفرح
مزيجا من العتم كأنه الضوء
على إيقاعها يكتب الليل خيوطه فجرا
ويقرأ القمر
***
هنا تضيّع الحياة وقتها
بين نهار يكتب الأيام بحبر ليس إلا دم العمر
و ليل يلف حبال المصير حول عنق الهواء
وعنق امرأة صدرها يتأوه
غير أنها برئة ثانية تتنفس
شهيق يحمل زفيرا يطلق لسان الصمت
في غفلة من شفتيها
يصير كل حرف أنشودة تسافر في نهر من الضوء
عذبا يترقرق في عروق اللغة
نقيا ينهمر في شعيرات دمها المحبوس
فترفرف الكلمات في بال القصيدة
***
هنا يتساقط شعر الزمن خصلات
بين خريف تهاجر فيه طيور رأسي
نحو غابات مزروعة بأعشاب الذكرى
وشتاء يتغلغل في جذوره برد
يرتجف منه جسد الشمس
وجسد أنثى عليلة ترهقها حمّى قيس بن الملوح
بغيبوبة الشعر تهذي
يا حب ، يا جنة الأموات
كيف تعيث فينا كدودة تعيث بجثة تحت الثرى ؟
كيف تنسج من عروقك حبالا تتدلى منها القلوب؟
وبأظافرك تحفر قبرا لا يتسع للدمع
كغراب يبحث في الأرض ، ممرغ الجناحين بدم السنين
يا حب ، يا بستان تتنزه فيه الفصول
لما ينمو فيك شجر لا يصادق إلا العواصف؟
لمياء القفصي
تعليقات
إرسال تعليق