الشاعرة : ريم النقري


 حوريّة غفوة 

________

لاااا  تَخدُشْ زجاجَ الوقتِ الجاثي

عندَ نافورةِ البَهجَةِ 

دع ْأحزان َمدينتي ونبضَها  الخفيَّ 


من قال لكَ أنّي نسيتُ الوجعَ 

لا زال ينخرُ في دواريبِ الكسورِ والجسورِ المتألمَةِ

على هياكلِ  الخيبةِ والحظِّ 


 

لكنّي الآنَ من ثقبِ العينِ 

أسترقُ رنينَ الدّهشةِ بآهاتِ  أعمى 

أُلْقي عليها تحيّةَ فراشةٍ 

تحومُ حولَ مصباحٍ شاحبِ الوجهِ  ..


لا أنوي التّمدّدَ مع أشباحِ الخيالِ 

ولا الاستراحةَ في عُمْقِ المياه  ِالرّاكدة ِ

المحاطةِ بضبابٍ كئيب ٍ

أريدُ لقطةً سريعة  تعيدني إلى بداياتي

المتراكمةِ بكَ 

عندما كنتِ سابحةً في مشيمَةٍ

أركلُ بأناملي  وكُعوبي 

أتنفّسُ إِكْسيراً على هامشِ الرّحم ِ

يمنحني المناعةَ الكبريائيّةَ 


لقطةٌ تُزمِّلُني في سريرِالولادةِ 

أصرخ ُصرخةَ الحياةِ  ..كَبزوغِ كمأةٍ في طينِ الفراغِ 

هل يستطيعُ أحدٌ أنْ ينهشَ تلكَ الصّرخةَ الرّبانيّةَ !


دعْ ستارَ الحداثةِ المنقوعِ بجوقةٍ كريهةِ اللحنِ 

نشاذُ أوتارَها  كاضطراريّةٍ سَمْجة ٍ 

وأسعفني بجملةٍ  من نصٍّ قديمٍ 

لهُ إيقاع ٌيلطّخُ دمَ الصّحوةِ !


فأنا امرأةٌ تديرُ رأسَ الأيّامِ القادمةِ 

و تضرمُ نارَ الشّوقِ في  تبنِ الانتظارِ 

و تغادرُ إلى أعالي السّقوطِ الأخيرِ

غير مباليَةٍ بحريقِ اللهفةِ ولا بأفكارِ الإطفاءِ 


معجونةٌ بخميرةٍ فرعونيّةٍ ومذاقِ جرحٍ غميقٍ 

يَصطبِغُني كركم الوقتَ

أشربُ من أسرارِ النّدى المحنّطِ في جرارِ عبّادِ العشقِ 

فيسيلُ لعابُ المعاني  بينَ منحدراتِ المعاناةٌ


أكتبها بلغةِ النّجومِ  

برقةٍ ..ومضةً 

وبابتهالاتِ حاجبي المتمرّدِ 

تستنسخني رَحى  الغفوةِ

حوريّةُ جفن ِتهوى الغرقَ في ياقةِ الدّمعِ 


فوضويّةٌ أنا

ريح ٌعاتيّةٌ ونيّفُ ..لا تتجاوزُ خريفَ الشّطآنِ 

كحركةِ كواكبِ الدّموعِ في آخر سطرٍ لقصيدتي 


هل رأيتَ الغيمَ الملّونَ !

غزَلْتُهُ بسكّرِ أناملي 

وأطعمتهُ لشفاه كانت تنزّ انتظارا 

   ذاتُ ردهة ِ موت 


مجنونةٌ انا ..

فغريمي يحلّقُ بين شمسٍ وقمرٍ 

يُبادِلُني حديثَ العدالةِ بسماكةِ الحجرِ 

كرقيٌمِ عصيّ ٍعلى التًفسيرِ 


دعْ كلّ أحزانِ مدينتي 

ضمّني أبنوساً أشماً  في فاهِ الرّيحِ

انقُشُ على حصيرةِ روحي 

مجازَ غفرانٍ  لوطنِ نبضٍ 

تآكلَ صداهُ في صمتِ الخسارةِ تهاليلَ قلقٍ.


اكسرْ زجاجَ  الوقتِ 

ها انا اغتسلت بألوانك 

عانقْ لهفةَ لهجتي الفطريّةِ 

شيّعني في موكبٍ مجهولٍ يمشّطُ نشيجَ غربتي 

ثمّةَ معجزةٍ تتسكّعُ في بهوِ  الخرابِ 

ترتدي قميصَ عنفوان 

ووجه براءة مثلوم ..


ريم النقري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو