الشاعر : ميثم عبد الجبار


 الولدُ البريّ


في السرِّ رأيتُ قدميه الراكضتين

واستغربتُ ثباتي.!

يحملُ غيمة تبلل أيامه،

ويهزأُ من عطشي.

يخشى الغيلان، ربات القلق

والأفواه المفتوحة كأبواب منسيّة.

يخشى الأسماء،

وصيد الأسماك النائمة في قلبه.

لكنه يمضي في الركض،

لا يأبه لشوك الأيام.

من حرّك هذا النبع

وأرسل في الناي نعومته

يتساءلُ:

منْ فتح التيه وصيّره أغنية

منْ جاء بعينيّ امرأة

تطرق أيامي كحمامٍ فرَّ من مذبحة

من جاء بامرأةٍ

وألقاها، كهواء؛ في صندوق حياتي؟


في السرِّ رأيتُ قدميه

خوف أصابعه

رأيتُ الولد البريّ يقبض

على ما يشبه قلباً

على ما يشبه

حياتي.


ميثم عبد الجبار 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال