الكاتبة : هيلانة الشيخ


 ماذا كنت وماذا أصبحت! كنت مجرد حمقاءٍ تُعلف مع كل قُبلةٍ، تُحلب كالشاة، تحترق في نظراته المزيَّفة والمُزيِّفة لكل درجات الجمال، مجرد بلهاءٍ يسيل لعابها على فتاتٍ من العشق الملوثة بلعاب آلاف النساء، نعم كنت مجرد ماخورٍ لعضوٍ يدّعي الرجولة، لصوتٍ أهوج يموء على فرشتي ولا يسمع نباحي، كدودةِ قزٍّ متشرنقة لا يباح لها الخروج للضوء دون قناعٍ مظلم، ولا يحل لها فرد جناحيها، نعم أنا كنت أضحوكة تبكي على وجهها في المرآة، عاهةً لا تملك قراراتها، عالةً لا أقوى على قول لا أو نعم، لا أمتلك حواسي لأنّي جمدتها بين حواسه هو.... رخيصة لم أعِ أن مقامي عالٍ بعلوِ السماء وأبعد، لكنني اليوم فقط أدركت الحقيقة، قلبت المعادلة رأسًا على عقب، أيقنت كم أنا جميلة، كم أنا عظيمة بعظمة من أحتويه داخلي، طاهرة بعشقٍ كُتب لكي يُقدس، تخلّقت من دودةٍ إلى فراشة ألوانها فاتنة، وفتنتها قاتلة، أشعلت عينيّ الضريرتين بنظراته الساحرة، أخطت جراحي العميقة بجوارحهِ الجارحة، أغلقت ثقوبي كلها بولوجهِ فيّ، محوت ذاكرتي الملطخة ووشمت صورته المضيئة كضوء الصباح على جليد الشتاء، أخرجت الضوضاء وتوحدت مع زئيره بين نهديّ، أمطرت سعادةً حتى أغرقت ماضيَّ وحاضري... نعم أنا اليوم أصبحت ملكةً في قلب رجلٍ يتربع على ملكوتٍ تهتز له كل القلوب وتركع، بذرني بكبرياءٍ حتى كبرت، تحولت معه من ثورٍ في ساقية إلى ذئبةٍ منتصرة، انتصرت به ولأجله على خساراتي وخيباتي وحماقاتي وزلّاتي، وضعني تحت عباءته كطفلةٍ من صلبه ومنحني مرتبة الآلهة، أزال كل التراكمات وخطّ تعويذة عشق أفلاطونيٍّ لا يعرفه إلا السرمديون والنبلاء ... هكذا كنت وهكذا أصبحت. 

هيلانة الشيخ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو