الكاتبة : ليال احمد


 لو كان بإمكاني أن أسافر

عبر ضحكات الأطفال إلى بلاد بعيدة

حيث أكون عارية مع وحدتي 

عاريةً من جلدي وصوتي

أريد الابتعاد عنك..ايها الغيب المسمم باللعنات

أريد الالتحام بظلي النائم أمام مرآة السماء

أن اكون بهذا القدر من الإنحطاط

أن اكون بهذا القدر من السخرية

أن أجعل اقدام المارة تذرف دماً على وجهي

مراراً ومراراً

أقدامهم صفعات تُجرِّدُ صوتي من أنينه

تُشعره بالعبث اللذيذ الذي يكنّه له الوجود تحت اقدامهم

تُشعره كم كان سيكون عظيماً لو كان بإمكانه أن يكون مراقباً للمهزلة الوجودية لا ضحيّةً أخرى من ضحاياها

وكم كان سيكون عظيماً لو أن الآلهة لم توجد

أو أننا لم نكن سوى نثرات غبار على رفٍّ مَنسي

بهذا القدر من اللاشيء

بهذا الحجم من الخفة

أريد أن أصير السراب

أن تلاحقني أيُّها الموت أياماً لأتبخر أمامك في ثوان 

فأكون لك كالكذبة التي كانت عليها حياتي دوماً لي

أريد الاختفاء بين النجوم

أن اسمع مُشاجراتها ثم أغفو سهواً على المجرَّات

لا أطيق هذا الجسد

إنه قفص، لايتسع لأحلامي

لايتسع لصرخاتي

حررني منه أيها الرب

وخد بيدي إليك

في صحوة النجوم

أو في إغفاءتك..


_ليال أحمد 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال