الشاعرة : براءة الأيوبي


 أنت... 

يا قابعاً بين ثنايا انتظاري، تَنظُم قصيدة ارتحال..

لك مني وعد...

سأبتسم كلّما دنا طيفكَ من حلمي..  وأبعثر ضحكاتي حروفَ أبجدية بين السطور.

لن أفتعل حضوراً جميلاً... لكن وهجاً متسلّلاً بين الخلايا، سيُحيلُني تلك الأنثى المترقرقة عذوبة.

ملامحي ستغدو رسماً مُبهراً.. ومن مُقلتَيّ، ستنتثر الفصول بانهمارها ودفئها وتفتّح ورودها.

كلّ ذلك وأكثر، وأنا في ترقّبي لبريقك.

أعدك...

قبل أن ألتقيك...

سأسترق السمع إلى النجوم... تلك التي كانت شاهدة على حضورك في هذياني.. والغياب.

سأغتابك معها...

سأشتكي لها عن فارسٍ سكن الحلم دهراً، ثم مضى مع قوافل عابرة في رحلة اغترابٍ طويل...

سأصنع من قصاصات الورق مركباً، وأخوض غمار مجهول يسكنك، عَلّي أعثر على بطاقة انتماءٍ لمشاعرك.

قبل أن ألتقيك..

سأزور عرّافةً لطالما هزأت من ترقّبي... 

سأنتقي من بين كراكيبها عطراً معتّقاً يليق بانتظاري السرمديّ.. سأبعثر أرقي رذاذاً فوق رماد سحرها... وسأظلّ على يقينٍي بلقائك، في حضور الحلم وسطوة المستحيل.

وحين ألتقيك...!

أعدك...

ستتآكلني الدهشة.. وينهمر صمتي سيلَ بركان.!!

سأستحيل ياسمينة، بعطر البخور ونكهة ربيعٍ معتّق...

ووسط جمرٍ ولهيب.. ستنبت أقحوانةٌ بين تلابيب الفؤاد، وتغدو روحي رسمَ قوس قزح خجول..

عندما ألتقيك..

سأُغزل أهدابي حديقةَ وردٍ جوري، يُعطّر هالَتَك بضوعٍ فريد...

سأغلّف عتبي بأوراق مبعثرة، أمضيتُ عمراً أنسج سطورها بأبجدية من ياسمين.

سأطرح انتظاراتي جانباً، وأرتب فوضايَ الداخلية في استعداد لتتويجك سيّد القرار. 

وعندما تنوي الرحيل..!

سأستحيل رماداً تذروه الريح مع كل عَصفٍ وهبوب..

وفي تطايري... سأرقُبُكَ من بعيد، أحيطكَ بدفء النبض.. وأرسل دعواتي ابتهالات تحرس صَحوك والمنام.

ثمّ...

على حين قرار..!

سأحزم نبضي، وأسدل ستائري.. في انتظار عودةٍ تؤجج ربيعاً أوشك على الذبول..



براءة الأيوبي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال