الشاعر : ناصر قواسمي


 || مَن أنتِ


لِمَاذَا أَشْتَعِلُ، أَنْفَعِلُ، أَرتَجِلُ 

وَأُطَيَّرُ كَرَمْلٍ خَفِيفٍ فِي الفَضَاءِ أو 

كَسَرْبِ نَحْلٍ يَمُرُّ قُرْبَ الجِدَارَ وَيَصْطَدِمُ بِالضُوءِ

لِمَاذَا أَزْدَحِمُ ، ألتحِمُ، وأصطَدِمُ

فِي حِينَ أَنَّ مَا بي لا يَعْدُو أكثَر

مِن رَفْسَةِ حِصَانٍ عَن غَيرِ قَصْدٍ فِي رُكْبَةِ قَلْبِي اليُسرى

أَوْ بَولِ حَمَامَةٍ مِنْ أَقْصَى العُلُوِّ جَاءَ

وَلَمْ يَتَقَصَّدْ قَمِيصي بالذاتِ ولا مِن أجلِهِ أسرى

لِمَاذا أَشْعُرُ بِالاستياءِ وَأَدورُ حَوْلِي 

كَأَنِّي 

طَاحَونَةُ جَدَّتي فَاطِمَةُ قَبْلَ ثَلاثينَ قُبْلةً وَفَضَاءِ

وقبلَ سُقوطِنا في الّلجُوءِ

عَلى رِسْلِكِ،

عَلى رِسْلِكِ يَا أَنْتِ 

لِئَلَّا تَخْلَعِين كَتفَ القَصِيدَةِ بِيَدِكِ

أَوْ تُسْقِطينَ ذُبَابَةَ النَفَسِ فِي صَحنِ البَازِيلا

لَيْسَ مِنْ تَرَفٍ إِذْ أَقُولُ أَوْ حَنيِن

لَكِنَّهُ النَزَقُ

حَطَّ عَلَى قَلْبِي وَإلَى كُلِّ أَرْكَانِهِ أُفْضَى

يا حّظِّي فِي الهوى

إنِّي أَشْعُرُ بِبَعْضِ التَدَاخُلِ وَالكثيرِ مِنَ الفَوْضَى

أَظُنُّ بِأَنِّي مَرِيضٌ،

لَعَلِّي فِي وَعْكَةٍ صِحِيَّةٍ سَتُلِمُّ بِي بَعْدَ زُكَامٍ وَقَليلِ

وَلكن،

لا تَبْتَئِسي 

هِيَ لا تَعْدُو أَكْثَرَ مِنْ قَفْزةِ قِطٍ مُشَاغِبٍ ظَنَّ بِأَنَّهُ 

إِذَا مَا قَفَزَ سَيَقْطَعُ النَهْرَ

فَسَقَطَ كَخِرْقَةٍ مَبْلُولَةٍ فِي سِيَاجٍ مُكَهْرَبٍ بِالضُوءِ

لا تَبْتَئِسِي

فَمَا زَالَ ثَمَّةَ رَاعٍ فِي أَقْصَى القَمْحِ

يُوَبِّخُ الشَوْكَ الذي دَاهَمَ المَسَافَةَ وَحُقُولَ المِلحِ

وَمَا زَالَ وَقْتٌ،

لَنَمْضِي كَحَبِيبينِ 

أَوْ كعَدُوَّيْنِ لَدُودَيْنِ

فَالحُبُّ يَا أَنْتِ صُعودُ الذَاكِرَةِ الى سِدْرَةِ الفِكْرَةِ

وَالكُرهُ صُعُودُ الفِكْرَةِ إلى سِدْرَةِ الذَاكِرَةِ

وَنَحْنُ التَمَازُجُ مَا بَينَ الذَاكِرَةِ وَالفِكْرَةِ إِذَا اخْتَلَطَتَا

وَنَحْنُ انْفِصَالُنا عَنِ العُقْدَةِ الخَاسِرَةِ

مَنْ قَالَ أَنَّا نَحنُ مَنْ نُسَمِّي الأَشْيَاءَ وَنُسَبِّبُها

وَنَحْنُ مَنْ نُوقِظُ الحَسَاسِينَ 

كي تَذْهَبَ فُرادَى أو جَماعات إِلى صَلاةِ الفَجْرِ

إِنَّ الحَسَاسِينَ بِلا عُقَدٍ مِثْلُنا

وَأَظُنُّ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يُخَاطِبْها عَنْ يَومِ الحَشْرِ

هِيَ فِطْرَةُ الفِطْرَةِ

فَدَعِينا نَمُوتُ فِي الخَلاءِ كَظَبْيَيْنِ أَلِيفَيْنِ

وَنَسْتَوي فِي لَحْمِ الصَحْرَاءِ كَشَمْسٍ تَمُّوزِيَّةٍ لاهِبَةٍ

أَوْ كَوَرْدَةٍ كَاذِبَةٍ

تَنْمُو عَلى شَاهِدِ الضَريحِ فِي الضفَّةِ الهَارِبَةِ

إلى أَيْنَ أَنْتِ ذَاهِبَة؟؟

مَا زَالَ الحِوَارُ مُتَّقِداً بِالفَصْلِ وَلَمْ يَنْتَهِ

لَمْ أَقُلْ لِنَنْتَحِرَ كَضَعِيفَينِ 

لَمْ أَقُلْ لِنموتَ كهَزِيلَيْنِ بَطِيئَيْنِ غَبِيَّيْنِ

قُلْتُ أَنَّنا مَقْصُوفونَ كَبَرَاعِمِ الوَرْدِ في الأرضِ الذاهبةِ

لَكِنِّي لَمْ أَقُلْ بِأَنَّنا مَهْزُومُونَ 

فَكُلُّ مَا فِينَا لَيْسَ سِوَى رَمِيَّةِ حَظِّ تَعِيس

يا لَهُ مِنْ قَمِيصِ

وَيا لَكَ مِنَ اِمْرَأَةٍ تُربِّك كَلاَمَي وَصمتَي

سيّدتي

إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذاهِبَة 

وَتَترُكِينِي هُنَا فِي الفَرَاغِ بَيْنَ الوَقتِ وَالوَقت

مَا زَالَ الْحِوَارُ 

وَمَا زِلْتُ أَبَحْث فِي عَيْنِيِكِ عَنْ بَيْتِي 

وَمَا زَالَ 

مَعْذِرَةُ سَيِّدَتي 

أَنَا رَجُلٌ يَمْلِكُ ذاكِرَة سَمَكٍ فَهَلّا أَخبَرْتِنِي مِن أَنتِ؟


#ناصر_قواسمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات إمرأة 🖤 بقلم 🖤 أمل الجهيم

"إلى سلمية" 🖤 بقلم 🖤 ريما محفوض

شجرة الميلاد 🖤 بقلم 🖤 سما أحمد