الشاعرة : هند زيتوني


 مأساة مسافر غريب 

……………………

هكذا يجولُ نحلُ الشِّعر في دمي 

لعلهُ يصنعُ من رحيقِ الحزن 

قصائد تستحقُّ الآه 

لعلّهُ يبني خليةً 

أُخفي فيها كلماتٍ معسولةً لعاشقٍ قديم     

سأكتبُني عندما أغادر ، على جدران المنفى ، لا أحدَ يقرؤني هناك 

لا أحد يهتمُّ بمآسي مسافر غريب ، يرتدي وطناً ممزقاً 

في بلاد العم سام  

قالوا لنا : لماذا أتيتم ؟ 

 قلنا لهم : أصيبَ وطننا بالجذام وأخذ يوزِّعُ الموتَ بالتساوي على كل الأشجار


سألناهم أين سنسكن ؟ أجابوا : خذوا قليلاً من هذا التراب واصنعوا خيمةً لكم 

ولكن ماذا سنشرب ؟

اشربوا ماءَ حسرتِكم ، فأنتم لا تشربون الفودكا ولا الجعة أو النبيذ 

لا تأكلون الخنزير ( تفضلون الكوشر فوود ) ولكن تأكلون لحومَ النِّساءِ الشقراوات 

 قلنا : ماذا ندخّن ؟ 

تدخِّنون أيامَكم السوداءَ ونحن ندخِّنُ الماريجوانا وسجائرَ الحبِّ والهوى 

بلادُ العمِّ سام لا تصلحُ لقومٍ يقدِّسون تماثيلَ الطغاة  

يركعون للسجَّان 

ويصفِّقون لحاكمٍ أبله

تمشون وراءَ الجنائز ، 

تمجِّدون الآخرةَ منذُ لحظةِ هبوطِكم من الأرحام

 وتقتلون أيامكم الراهنة بسيف اللامبالاة 

 خذوا قطعةً من هذه الأرض ولكن لا تشقُّوا فيها نهراً للهتاف الكاذب ،

 تشتمون جورج بوش في النهار وتمسحون جزمةَ دونالد ترمب في الليل 

سيكونُ هذا الليلُ طويلا 

كابوسٌ أم حلمٌ عابر ؟

أصرخ أمريكا ، أمريكا 

ينتفضُ الوطن الذي خبَّأتُه في صدري أفتحُ عينيّ 

تصرخ أمي ، كفَّ عن الحلم ياولدي 

قهوتك بردت ، احتسيها واذهب لتشتري لي ربطة من الخبز .


هند زيتوني .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال