الشاعر : أيمن الشحات
تأخذ راحتك
فى غرفة ضيقة
تمد قدمك أمامك
والأخرى تطيرها فى الفضاء
تداعب الشجرة التى تخرج من جدار
تلقى عليها تحية الصباح والمساء
لكنها ولا مرة أجابتك
تجلس فى الليل تحدثها عن رغبات الكثيرة
تريد أن تمارس فن الحكى
على مصطبة كالتى تجلس عليها جارتك
تحكى عن كل شئ
عن شغفك بالحياة
والموت أيضا
يمكن أن يكون الموت حياة
تصر على مداعبة الليل
تقرأ سورة النجم
ثم تنظر فى السماء
ترى نجوما كثيرة
لكنك حاولت كثيرا
أن تلمسها
فكانت يدك قصيرة جدا
يبدو أن الأمر يحتاج إلى دفعة
أو قدرة على الطيران
السماء التى كانت تطل على حجرتك كل مساء أصبحت تنظر إليها من بعيد
المسافات جارحة جدا
المسافة امرأة عاشقة
كلما اقترتب منها
ألقتك فى جب عميق
تدنو منك كل أصوات المكان
كى تصير حاملا لواء الصمت
هو حياة أيضا
لغة تدخل فى مسامك
تتقنها وتعرف كيف تدخل إليها
خلسة أو على مرأى من الناس
كم مرة أيقنت
أن السر فى الرغبة
رغبتك فى مقابلة الحقيقة
تقف أمامها كمرآتك
تشرح تفاصيلك
لونك الذى فقدته عبر سنوات عمرك
يقظتك وغيابك
فرحك بالأشياء الصغيرة
وعشقك للتفاصيل
لم تكن يوما شيطانا
لأنك تبحث فى التفاصيل عن لغتك
التفاصيل يمكن أن تكون حاملة للغة
لا يعرفها المارة ولا أصحاب الصوتيات الزاعقة
التفاصيل أيضا حياة
يعيشها المرء فتكون دائرة
يمكن أن نسميها الذاكرة
فى جوفها تسكن كومة كبيرة من الذكريات
قل عالما
فضاء واسعا
يشدك إليه كلما ابتعدت
أنت إذا فى وسط الدائرة
كلما فقدت شيئا
عاد إليك
يالدهشتك
ربما سمعت صوتك
فى مرآة الله
تسمع أنين صمتك
وأنت ترتل أبجديات الولادة
كن أنت
مهما كلفك هذا
ضع جبينك على حجر
وقل
ايتها السماء
كم أنت قريبة من قلبى
أنظر
فى مرآتك
ترى الحقيقة
وقتها
ستكون الجذبة أقرب إليك
من روحك التى تخرج عن النص
أيمن الشحات
تعليقات
إرسال تعليق