الكاتبة : لمى ابو لطيفة
أعرف وجهك أكثر منكِ..
بعد يوم طويل وشاقّ صادفته، تحسستهُ تأكدتُ من عدد الندوب والتفاصيل التي حفظتها عن ظهر قلب منذ لقائنا الأول، شعرة وحيدة بلونٍ فضيّ بين كنز شعرك الأسود الذي تعرفينني أحبّه، كل شيء لازال كما هو إلّا نظرتك التائهة، صارت تعرف وجهتها أكثر الآن وربما لهذا السبب هي حزينة..
أعرف أن المرء يظل يُعافر ليجد طريقه ويبذل في ذلك أقصى ما لديه، لكن من هم مثلي ومثلك يَيْبَسون حينَ يدركون دربهم، ليسَ لأننا كما يظن البعض "نحمل السُلّم بالعَرض"!
بل لأننا ما حملنا السُلّم بقدر ما حملنا قلوبنا، فكان البحث هو متعة أحلامنا المكنونة، الحقائق تسلبُ شغفنا في الحياة ولأننا لا نُراهن إلّا على شغفنا تتسارع السماء لتُلقي
أسبابها لتهبّط من عزيمته!
لا زلتِ كما أنتِ جميلة وقوية وهذا ما يُعزّي نفسي المكسورة، ولا زلتُ كما أنا أصُبُّ جُل همّي في كل ما قد يُشغلني عن يديك المرخية عن يديّ ورغم كل مجهوداتي
صادفتُ وجهك اليوم.. وبالمناسبة لا زلتُ أُحِب تقاسيم أنفك وذقنك الذي كنتُ أُطالبك بأخذه معي كلما غادرتُك وجفنيك وكثافة رموشك التي كنتُ أعُدّها لكِ كل ليلة لأتأكد أنها لم تنقُص!
وهذه هي الحُجة الواهية التي أقدّمها لكل للذين يحاولون رمي قلبي بحبهم،فأقول لهم :
أني نسيتُ أصابعي في نتوءات وجهك، سقَطتْ حُبًّا وعلِقَتْ هُناك.. والحقيقة أنّي نسيتُني كُلي لديك!
يُقال أني سأنسى ذات يوم وسأوقِن أن ثمة بدايات ماهي
إلا هدايا النهايات التي قبلها!
ينسى المرء الذين أحبهم يستبدلهم بآخرين توافقًا للسُنة الكونية والاجتماعية..
لكن، شخصٌ مثلي كيف ينسى من باعَ لأجلهم عمره ودُنياه.
لا تقلقي لستُ نادمًا قلتها لك ألف مرة لكنني حزين عليّ لأنني ورغم كل مادفعته ظللتُ الخاسر الذي ماربح يومًا رهانًا في الحُب.
ولأن وجهك الذي مهما حاولت بيني وبيني نكرانه سأظل أواجهه كما أول مرة بذات الدهشة والطمأنينة وانتفاضة القلب!
وأن آخر دعواي أن غُضّي الطَرْف عن حنيني الذي أقسمت مرارًا أن أوئده إذا ما نداك..
والأسود،لا تطلي عليّ بالأسود لئلا تُذيبي قلبي أكثر!
يا امرأة تتزيّن الألوان بها وتُبهِجُ حتى الأسود!
لمى ابو لطيفة
تعليقات
إرسال تعليق