الشاعرة : لمى ابو لطيفة


 أُقيمُ عالمًا على الماء..

أسلّم عينيّ للعمى، وعقلي للجنون


لئلا أعود إليكِ مطالبًا حقي في أن أروي لك هلاكي من العمل، أو تهشّم كوب سكبتُ فيه الشاي ساخنًا

أو انفعالي لأن أحدهم شغّل اغنية كنتُ قد أهديتُك إياها!


أعرف أنك ترين الأشياء من زاويتك فقط، وإنني سأُغني مع كل اصدقائي.. لكن فرصة لن تأتي لكي نغني -انا وانتِ-

 معًا فرحًا أو حزنًا! 

 ورغم هذا سأظل أُغني لهم وأكتب عني وعنهم.. لا لشيء

وإنّما كمحاولة للتطبيع مع الموت أو جذب خلاص جماعيّ ما

وايمانًا بلا أمل للثواب فيه ولأن هناك حزنًا لا يمكن للناس أن يستيقظوا بشكل يوميّ عليه وفقدٍ لا يجب أن يعتادوا المضي فيه.. وخيبات بشعة لا يمكن ان تصل إلى حد العجز عن انقاذهم منها..


وبشكل شخصيّ.. لأنّ في قلبي عتاب ولوعة لا يمكن انتشالي منها إلّا بعودة انفاسك وحُزن يخترقني لا يبهجه إلّا أن تُمرري يديك على الشامة في كتفي الأيسر بهدوء من يطوي كتابًا

  في صفحاته الأخيرة..!

وأسفٌ يأبى الزمان أن يخفف وقعه في قلبي..!


مشيتُ لك اعوامًا كثيرة وخطوات أكثر وعجزتِ عن خطوة!!

تعرفينني أنني لا اطالبك بها لأنني أوزِن الحُب بمكيال من بدأ ومن تأخر، بل لأنّ أقدامي مصلوبة، ولجهلي بالجهة أو الطريقة المؤدية إليك بعد كُل البراهين التي قدمتها لتقولي لي إنني مجرد عابر..

اودُ استعادتي أخاف ان أظل منتظرًا فأموت على نفسِ هيئتي التي في ذهنك حين كنتُ اهمّ بالخروج بمحاولة بائسة في انهاء نقاش ستؤدي الغيرة فيه إلى نزع ما بيننا حين طلبتِ ألّا اُغادر، واحتصنتني بإدراكِ أنثى تعرف كل الذي أعيشه بسببها.. وكسرة الظهر والخاطر فألقيتُ برأسي على صدرك كمن انتظر هذه الدعوة عمره كله..


الآن صار لي عالمًا على الماء بنيته بعزم الواثق وتشاؤم المُجرب وعبث الطفل المُخرب فيّ.

هذا ما يظهر جليًا لك وللناس والحقيقة أني أخبئك كما كُل ماضيّ الذي لا احسنُ سرده وسرد ملامحي إلّا معك! 

سانتظر خطوتك إليّ أيامًا معدودة.. رغم وعيّ الكامل

بأنها لو كانت لتقترب لاقتربت قبل أن أطلبها

وان انتظاري لها أشبهُ بانتظار أمّ في أن تجمعها الجنان بابنها الذي مات قهرًا.. 

لا بأس..سنمضي في هذه الحياة منفردين ونُحيك خاتمة نديّة لهذا كله كما تحيُك الدنيا مآسينا ثم ننظر إلى كُل هذا ضاحكين.. قولي أنك ستضحكين.!

لربما حينها سأستطيعُ ان اراهن على البحة في صوتي وأسترضائك قبل أن أصرخ عن قمة جبل شارحًا لك كم هو مفزع أن نعيش وعينا وصحواتنا في معزل عن بعضنا وكيف أن لا شيء في هذا العالم قادرٌ على ملئ الفراغ وطرد البرد الذي يحدق بي بشراهة وحشٍ في غيابك وان كل الذي تفغلينه محض قسوة وسخف! 

..

سأهزم الهشاشة في عظامي وأفلت عمري بين يديك

ثم ألقي بنفسي من علو شاهق.. ووحده ما سيؤرقني

ان تعودي إليّ بعد فوات الأوان ولا تجدينني!



لمى ابو لطيفة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو