الكاتبة : سوزان حويجة
"من أنثى "
متى سأفصِحُ عن نفسي لتَصْفَح عني
فتخضرُّ أصابعي لتأخذَ مجدها الذي سلبته أعاصيرُ الخيبة
وتخرجُ كلماتي إلى نورها بعد أن قُتِلتْ على يَديْ الصّمت
لازالَ يراودني ذاكَ الحلمُ الساحرْ
يشقُّ طريقهُ إلى أعماقي في قاعِ ظلماتِ استسلامي
ليقودني إلى تلك الضّفة التي تحملني كفراشةٍ تزهو بالألوانْ
تختلسُ من الكون حفنةً من السعادة
فتخبؤها ببئرٍ مرصودٍ كي لا تُسرقْ
ويفيضُ جناحاي بيقينٍ أنّها ملكي
هوفقط ذاك الحلمُ الساحرْ
يخبرني في نهايةِ كلِّ مطافْ " إنكِ مختلفة "
هو فقط الذي يشعلُ لإيماني منارةً وسط المحيط
أحاول الوصول إليها بكل القواربْ بكل الوسائلْ
فلا أقتربُ ولا أبتعدْ
فلا أموتُ و لا أَحيا
هوفقط ذاكَ الحلمُ يقتلني ثمّ روحاً يهدينيْ
يمزقُ أحشائي ثمّ ك أَملٍ يأتينيْ
يسعدني ويضنينيْ
فأخوضُ حرباً نازفةً
أفارقُ فيها جدرانَ الأملِ مراتٍ عدةْ
لقد جعلني معلقةً وسطَ الأرضِ
والسماءْ
جعلني أسأل نفسي آلافَ المراتْ
منْ أَنا من بينِ الأسماءْ
ومن ثمّ أسمعُ همسهُ قائلاً " ابحثي عني "
إلى متى وذلك المخلوقُ نائمٌ في أعماقي يستشفُّ من روحي
فينامُ ويصحى على فراشِ صبري
وكأنّهُ تارةً يوقِظُنيْ وتارةً يُنكرنيْ
مرةً يحوينيْ وأُخرى يرفضنيْ
فأراهُ متربعاً أمامي على ساعةٍ رمليةْ
وكأنهُ يقصدُ التهديدْ
يجعلني كالخرقاءْ
أجوبُ شوارع قلبي
و طياتِ دماغي في كلِّ ليلةٍ ٱلافَ المراتْ
فلا أثرَ له
وكأنهُ (وهمٌ) يتلاعبُ بدقاتِ قلبي ويقودني حيث لا أشاءْ
فأُخاطبهُ بصوتٍ يلطّخهُ الخوفْ " أيّها السارقُ المتخفي بأحدِ أركان جسديْ
أتمنى أن تَجرؤ وتستفيق من لعبتك وتواجهني
لأدركَ نفسي وأسمح لها أنْ تصفَحَ عنّي لأُفصِحَ عنها
عن ذاك الحلم الساحر الذي يبدو لي كلعنةٍ أبديةْ محفورةً لا أستطيعُ خِصامَها
ولا أجرؤُ عصيانَها
ولا أعيشُ على قيدِ الحياةِ
بلْ أعيشُ على قيدهاْ "
سوزان حويجة
رائعة 💜
ردحذف💙💙
حذفانتي الرائعة ��
ردحذفانتي الرائعة 😍
ردحذف