الشاعرة : حنين شوقي
شَجَنٌ فِي عُيُونٍ اللَّيْل ....
نَامَتْ عَلَى مِزَقٍ تُكَفْكِفُ أَدْمُعَا
قَدْ هَالَهَا أَنَّ الوَفَاءَ تَصَدَّعَا
لَبِسَتْ لِمِيقَاتِ الكُلُومِ غَمَامَةً
كَيْ لَا تَرَى لَوْنَ الحُطَامِ تَرَفُّعَا
وَ اسْتَعْجَلَتْ خَوْفَ الفَضِيحَةِ سَحْقَهَا
وَ رَمَتْ نَشَازًا بِالأَمَانِي رُضَّعَا
حَبَسَتْ دُمُوعَ الجَمْرِ خَلْفَ زَفِيرِهَا
فَغَدَتْ لِأَشْجَانِ الحَرَائِرِ مَرْجِعَا
لَمَّا رَآهَا البَثُّ فِي كَنَفِ الرَّدَى
أَمْسَى الصَّدَى وَ فَشَا الغَدَاةَ فَأَوْجَعَا
وَ احْدَوْدَبَ الحُلْمُ القَدِيمُ عَلَى الرُّبَا
فَبَدَا سَرَابًا فِي عَمَاهُ تَرَبَّعَا
شَهِقَ الدُّجَى حِينَ ارْتَمَتْ فِي حُضْنِهِ
ثَكْلَى، وَ كَانَ لِسِرِّهَا مُسْتَوْدَعَا
مَا أَحْلَمَ الدَّيْجُورَ حِينَ بِبَابِهِ
خَرَّتْ فَأَمْسَكَ بِالبَنَانِ وَ رَجَّعَا
وَاسَّاقَطَتْ مِنْ رَأْفَةٍ نَجْمَاتُهُ
فانْثَالَ ثَوْبًا بِالضِّياءِ تَرَصَّعَا
أَلْقَى عَلَيْهَا بِالعَشِيِّ رِدَاءَهُ
وَ اسْتَمْهَلَ الفَجْرَ الحَرُونَ وَ وَدَّعَا
قَدْ أَخْطَأَ اللَّيْلُ السَّبِيلَ إِلَى المُنَى
مَا كَانَ لِلْيَدِ أَنْ تُسَامِرَ أُصْبُعَا
ثَأَرَ السَّوَادُ فَصَارَ سِرًّا لِلْوَرَى
وَ أَطَلَّ مِنْ جُرْحٍ يُبَلْسِمُ أَضْلُعَا
حنين شوقي
تعليقات
إرسال تعليق