الشاعرة : تسنيم سلطان
#أحَدُهُم_أرادَ_أن_يُؤلمَني_فقالَ_لي_أُحـــــبّكِ
أَصلحُ أن أكونَ مِدفَأة
هكذا أخبَرَ الرَّبُّ ملائِكتَهُ عندما قَررَ أن يَخلُقني
لكنَّهُ ..
مالبثَ أن تَراجعَ عن قرارِه قَبلَ فواتِ الأَوان
ليجعلَني مُجرَّدَ نكهةٍ مميزَةٍ
تفتحُ الشَّهيَّةَ للتذوّق
وما إن تختَلِطَ بباقي النَّكهات في قلبٍ واحدٍ، تُنسى ...
لذلك لَم تَروا أَحَداً أخَذنيِ عَلى مَحملِ الحبِّ يوماً ...
حسناً ..
الأمرُ ليسَ بهذا السّوء
قد تَعايَشتُ معه وأَلفته
إلا أنَّ الأسوأ من هذَا، أنني في كُلِّ مرَّةٍ، أُمارسُ
الحماقَةَ ذاتَها، في نفيِّ هذا القَدَر
وأتوقّعُ نتائِجاً مُختلفة ..
وكأنني أُوقِّعُ هُدنَةً جديدةً مع الرَّبّ
أرفَعُ بها الحَجرَ عن قَلبي ومشَاعِري، أمنَحُني فُرصَةً أُخرى
لأُسدِّدَ قُبلةً من تحتِ اللِحافِ، علّها تُصيبُ أحداً ما...
أُخطِئ الإصابةَ.. كما هي العادَةُ دائِماً، وأنجو بِاُعجوبةٍ
مع زيادةِ غرَاماتِ الحُزنِ التي تُثقِلُ ثَوبي ورائِي
أشدُّه.. رَغماً عنه
أُصلِحُ الأشياءَ من حولي
وأقتَنِعُ بالخسارةِ من جديد
لكن..
من يُقنِعُ قلبي أنهُ غيرُ صالحٍ للحُبّ ...!!
أحَدُهُم أرادَ أن يُؤلمَني.. فقالَ لي: " أُحـــــبّكِ "
بصيغةٍ مُبطّنةٍ ساذجة، ورائحةٍ نتنةٍ مليئةٍ بالشهوة
بعيدةٍ كُلَّ البُعدِ عن ما يَضمَنُ للحَبيبَةِ حَقَّها في مَن تُحبُّ،
وانتظَرَني
لأُسابقَ الزَّمَنَ .. فَأُحبّه
لكن
على غَرارِ ما يحدثُ في هَكذا غرامِيّات.... هَـــــرَبـــــت ..
باعتبارِ أنَّ كُلَّ ما سيحدُثُ بيننا
سيتحوَّلُ إلى ماضٍ عِندَهُ، بعدَ دقيقةٍ من حُدوثِه
ويُعيدُني بعدَ نَفاذي إلى خِزانته
قارورةَ عطرٍ مكسورة ...
جميعهم يقضِمُ جَانِباً منّي.. ثُمَّ يُغادِر
اليوم.. جوانِبي فارِغَةٌ تماماً
كبناءٍ على العَضم
آيلٍ للسقوط
أسنِدُني بِكلتا يديَّ .. وقلبي
أُصلحُني بقدرِ الإمكان
دونَ خوفٍ من أحد
يكفي أنني حُرَّةٌ الآن.. وغداً
وربّما للأبد
أخرُجُ عن النَّص حافيةً متى أشاء
فلم يَعُد هنالكَ جُرحٌ جديدٌ ينتَظِرُني..
تسنيم سلطان
تعليقات
إرسال تعليق