إلى مجهول ... /بقلم / هدى بدوي


إلى مجهول...

الأن وقد نجوتُ من حربٍ رابعة، سأُهديك نصآ خبأته في قلبي منذ تعلمت أن أفهم معنى الحب الشوق، وربما الفقد.
أُحبك بكامل  نبضي أشواقي   شغفي جنوني ، وتعثري في كل مرة كُنت أُحاول أن أقول لك فيها أحبك.

 رُبما يكون الوقت غير مناسب لِكل هذا النزيف، لكني مُتعبة ، متعبةٌ من ليالي الحرب الطويلة ، من شبح الموت الذي لا يشبع صيد أرواح من نحب؟
متعبةٌ من فزع الأطفال ،و هو يترقبون و يتابعون أزيز الطائرات و صوت الصواريخ والمدافع.
متعبة من دموعي ومنك و من كل ما حولي! 

لا أعلمُ إن كانت حياتنا وجدت كي تبقى داخل دائرة تلك المشاعر البشعة والمخيفة فقط!

 أيها الغريب الذي أحبه .. أم  أناديك بنصفي الميت ؟ 
هل تملكُ جوابا لسؤالي هذا؟ 
 هل يمكنك معانقتي؟ 
لا تجيب كالعادة ، لا عليك انسى الأمر ، أنا متعبةٌ أصلا ولا أريد التفكير في تلك الأشياء.

و لأنني متعبة قررت الليلة الانتقام منك ومن دموعي التي لا تهدأ؟ 

أما عنك فقد قررت الليلة خيانتك انتقامآ من غيابك اللئيم ، سأكمل نصي هذا وقد حققت انتصارا باهرآ عليك ، ولن أبكي لن أبكي لن أبكي اعدك بذلك .

حسنآ لتبدأ حرب الانتقام ، لدي الكثير من الخطط لأبدأ بها .
من أين  وكيف أبدأ يا تُرى؟ 
ممم...حسنا ،وجدتها.

سأبدأ بالخطة رقم" 1"
سأخونك مع صديقي صاحب الظل ، بطل محاولتي الأولى في كتابة القصص ، والتي ظن صديقي الشاعر  حين قرأها  أنني سرقتها من أحدهم ونسبتها إلي، أو أنني حلمت بأحداثها ليلآ ثم دونتها على الورق في الصباح  ، لكنه تأكد أني من كتب تلك القصة باجزائها الثلات. 

 أنا أحب صديقي صاحب الظل فهو صديقٌ ظريف ولطيف أجده في كل مرة أكون فيها في مأزق ما... مثلك تماما يا عزيزي.!

سنقوم معآ هذه الليلة بأشياء رائعة ومجنونة ، سأجربها للمرة الأولى في حياتي، فقط انتظر وشاهد المفاجأت .

لقد اتفقنا على تناول العشاء في ذاك المطعم ذا الجدار الوردي ، ودرجه الذي يشبه لعبة التزلج ، ونادله صاحب الشعر الذي يشبه كعكة أمي .

سنلتقي عند التاسعة مساءا ، سأستعد جيدآ لتلك الليلة ،سأرتدي أجمل ما في خزائني ولربما سيكون العشاء الأخير لي لكني سعيدة ومتحمسة ولن  أفكر في أمر الطعام سأترك له اختيار  الوجبة التي سنتناولها فأنا لا احب أكل المطاعم ولا جلساتها.

لا زلتُ أُفكر ماذا سأرتدي أغلب الظن سأرتدي فستاني الدانتيل الأسود وسأتحمل فكرة ارتداء الكعب العالي لساعات قليلة  لا مشكلة.

سأضع القليل من مساحيق التجميل لأبدو أكثر جمالآ وألقة تلك الليلة سأخرج للمرة الأولى دون غطاء الشعر أو ربما أستخدم باروكة شعر مستعار ، وبالطبع لن انسى عطري المفضل "summer night"

وهناك للمرة الأولى كذلك ، سأشارك أحدهم شعور الرقصة الأولى واللمسة الأولى ، وبعد أن نرقص سأطلب كأسآ من النبيذ أيا كان نوعه أو إسمه فقط لأفهم شعور أن تفقد وعيك لساعات قليلة .

وأنت  أظُنك ستكون متخفيآ تجلس على إحدى الطاولات المجاورة بانتظار موعد إحدى الجميلات هناك وبالمناسبة إن كنت موجود بالفعل أو متخفيآ أو انك غير موجود لم يعد يهمني أمرك .


وبما أن صديقي  الظل يمتلك قدرات خارقة سأطلب منه اصطحابي في رحلة قصيرة إلى السماء ، لأطلب الغفران من الله لأني اقترفت الكثير من الأخطاء تلك الليلة 
ربما لا أملك حجج أدافع بها عن نفسي لأبرر فعلتي تلك ، ولكن لا أحد منا معصوم من الخطأ .

والآن خطة رقم "2" ولكن عليّ أولآ ان أخذ حمامآ ساخنا لأسترخي ولأعاود طلب الغفران من ربي على ما جنت نفسي من أثام .

الخطة رقم "2"
هذه المرة سأخونك مع دميتي الصغيرة، سأتخليها طفلتنا الأولى سأضمها إليّ كأني أراها للمرة الأولى ، وأشم رائحتها التي تشبه رائحة أمي ،  التي لم أتجرأ يومآ أن أطلب منها عناقآ في كل مرة كنت أبكي وحيدة!

أتعلم كم هو مؤلم أن تكون بحاجة عناق  شخص تحبه لكنك عاجزٌ تمامآ؟؟ 

تبآ، وعدتُك ألا أبكي من أين تنهمر تلك الدموع الغبية ؟
أنا بخير لا تقترب محاولآ تهدأتي سأتخطى هذا وحدي ...!!

بالعودة لطفلتنا الصغيرة ؛ ما رأيُك سأسميها فرح جميل أليس كذلك؟ أو ربما أسميها على إسمي؟
 لا لا... أريدها أن تصبح مثلي فأنا لا أملكُ نصيبآ من إسمي،  فتاةٌ ترافقها الخيبات واللعنات.

أريدها أن تكون سعيدة ووجهها الجميل  مشرقٌ على الدوام لا يعتريه سقم أو حزن .

يا الله إنها تبتسم ما أجملها! أنظر اليها،  تملك شامة أسفل خدهاالأيسر مثلك ، تعالي لأُمك يا طفلتي الرقيقة .

سأدللها وأغني لها وأحبها في كل ثانية عمرآ كامل ، سأهديها كل صباح وردة وقبلة وعند كل مساء سأهديها قصيدة حب ، وهذه الليلة سأهديها قصيدة " ملاكي الصغيرة"

 سأنشدها لها وأنا أسرح شعرها بدلآ منك ، لقد نامت الصغيرة وأنا أسرح شعرها ، سأضعها على السرير  وأجلس بجانبها لأكمل الخطة رقم  "3" 
سأخون صوتك النائم  على وسادتي والذي يؤلمه الغياب كل صباح ، لتصير صباحاتي يتيمة تُناظر وجوه العابرين بحثآ عنك. 

هل سألت نفسك عني يومآ؟ 
ما رأيك أن نلعب لعبة مسلية ، أنا سأعد حتى الرقم ثلاثة بينما تكون قد اختبأت في مكان ما لأبحث عنك هناك .

والأن من أين أبدأ البحث؟ 
في ذاكرتي العالقة عند أخر مرة قلت لي فيها أحبك؟ 
بين حروفي الخرساء؟ 

في عداد الأيام ؟ 
أم في أدراج الحنين؟ 

بين حروف أخر أغنية سمعناها ذات حلم؟ 
بين أصابعي المطبوعة عليها قسمات وجهك؟؟ 

أين!
أوووف... سئمت البحث والتخمين... لن أبحث عنك بعد الأن ، أتدري لم؟ 
ببساطة يا عزيزي لأن كلانا مجرد وهم ، مخطوط على ذاكرة من ورق !!!

30/8/2021
الاثنين 
6:3 
مساءا ..

هدى بدوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال