مريض تحت الموت.. /بقلم / ليلاس سحلول


 ||  مريض تحت الموت ||

 هلوسة.. 

صداع مؤلم..

 كوابيس ..

مُضادات إكتئاب.. 

إسوداد فاحِم يغطِّي جدران المنزل الباردة والحجرة الصَّغيرة فيها حيوانٌ أليف مكبّل بالصمت مكتفي بالنظر غير قادر على تخليص الرُّوح الأخيرة المتبقية في المكان وغير قادر على الهروب 

_ الويح يقترب من المكان حتى الأطباء النفسيين الحاصلين على شهادات من أكبر الجامعات الأمريكيَّة فقدوا الأمل  من معالجته 

لازال يقف أمام المرآة ويقول:

_ لست أنا هذا ليس وجهي

_عائلتي في مكانٍ آخر تنتظرني

_أدعى مارسيل  كيف يمكنهم بمناداتي باسمٍ آخر حتى الهويَّة تنكر جنسيتي ..

_من هم ..ماذا يريدون منِّي 

هذه الأسئلة ناجمة عن أصواتٍ غريبة تراوده  من شخصٍ مجهول الملامح يَرزح في كوابيسه على تمام السَّاعة الثانية صباحاً ..

ذاك المجهول  ينخر في رأسه كلمات ستختلس منه حياته ، طالباً منه أن يهيّء نفسه  ليهجر العالم ويرحل معه هكذا يمكنه أن يرى عائلته التي بانتظاره  فقط بعد أن يودي بمقتل جثمانه ..

يصحى مذعوراً مرتجفاً .. سارعَ ليتناول  جرعاته المهدِّئة كي يصبح في حال أفضل قليلا، وبعد ذلك ذهب ليخبر حيوانه الأليف عن كابوسه مقنعاً نفسه بأنه حقيقة، لذا قرر أن ينفِّذ ما طلب منه في اليوم التالي 

ودَّعَ حيوانه الأليف نازعاً عنهُ الحبال ليذهب حيثما يريد لكن لم تذرف من عينه دمعة ، أمَّا عن حيوانه لم يرد الرحيل ويترك صاحبه يذهب للجحيم بسبب شخصٍ مجهول فقرَّرَ أن يراقبه طيلة الليل محاولاً إنقاذه. 

والآن ..

عادَ المجهول أيقظهُ من الغفوة مرة أخرى ولكن هذه المرة لم يكن مذعوراً.. 

أخذ بنفسه إلى الشرفة المطلَّة على الطريق العام كانت مغلقة لسنوات وها به الآن يفتحها ويجتر بنفسه إلى حافِّة الهاوية يلقي نظراته الأخيرة للسَّماء طالباً السَّماح وعلى ثغره ابتسامة حاملةً هذه الكلمات:

- لا تقلقوا سأكون في حال أفضل مع ذاك المجهول ..

وفي الثَّوان الأخيرة له، أدامَ النَّظر للأسفل قبل أن يتخلَّى عن جثمانه..

_ حدثت اللطمة...

امرأة ترمي بطفلٍ رضيع غير مذنب جانب  القمامة وصوت صريخه يغزو مسامعه، ذاك الصوت كان ك تلقِّي الشَّحنات الكهربائية فقد قام  بتحرَّيك شيءٌ  مخدَّر داخل جسده والغريب في الأمر عاد الشَّعور يسيطر عليه ،حتى أنَّه تعافى من اضطراب الشخصيَّة والصِّراع ألَّلا متناهي بينه وبين الموت 

استمدَّ قوُّته وعافيته من طفلٍ رضيع ، لم تكن إلا تَذكِرة بسيطة من السَّماء أوفَت بولادة حياة جديدة ..

فهنيئاً لخروجه من تحت الويح بعد وصوله إلى الرَّمق الأخير.

#ليلاس سحلول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو