ثورة الأيام الأربعة... /بقلم / فاطمةالزهراء
#رواية_وٱنطباع
#ثورة_الأيام_الأربعة💙
غابت شمسُ اليوم الأوّل من الأيام الأربعة.. تاركةً خلفها كلّ هواجِس الترقّب و انتظار المجهول في الوادي و ضُيوفه الجدد..
اِنقضى اليوم الأول الّذي صاحبنا فيه الجويطي نحو قمّة "إيرس" مُستأنسين بمَوهبتِه في ٱستنطاقِ الأشياءِ والأمَاكن والأحداثِ والذّكريات.. و مُنصتينَ لقدرتِه على ترجمةِ الكثيرِ مما يدور بداخلنا ولا نجدُ لهُ لغةً مناسبة...
سنبقى في الجبل حيثُ يتخثّر الزمن ويصبح ثقيلاً يَسمحُ بالغوص في تفاصيل الأحداث و المشاهد والأحزان التي يحضنها النّاس هناك ويربّونها بصَبر وكبرياء.. هُناك حيث يُصبح الٱنكفاء على الذّات ورسم الدّوائر والخطوط على الأرض رياضةً و تأمّلا و هروباً من سرمديّة الفراغ..
تدور أحداث روايتنا بوادي "ايرس" في الجبل على علو 2400 عن سطح البحر، في ثكنةٍ عسكريَّة خلالَ اليوم الأول من عمر ثورةٍ مسلَّحة ٱمتدّ لأربعة أيّام عصيبة، وهي ما عُرف بٱنتفاضة القائد البشير ببني ملال سنة 1961 و التي ٱختارها الرّوائيُّ كإطارٍ تاريخيٍّ لعمله الجديد.
يستعمل الكاتب الأحداث التاريخية في قالب روائيٍّ تخييليٍّ لكي يعيد ٱستنطاقها للإجابة عن أسئلة قديمة جديدة أهمّها : كيف نُحدِثُ التغيير المطلوب؟؟
إنّه يكتب، كما يقول لنا، عن «الانتظار والرجاء، عن الخوف والحماس والسذاجة والتضحية، وٱخترت نبرةً ساخرةً بكثيرٍ من الضّحك، لكنّه ضحِكٌ كالبُكاء».
وبرأيي فإن الرواية الجيّدةَ هي التي تنجح -وإن كانت متخيّلة- في دفعِ القارئ لمعرفة الحقائق.. وتحمِّسه لتشغيل محرك البحث موازاةً مع قراءتها ليُحاول مُطابقة الأحداث المتخيّلة مع الواقعية متتبعاً الاشارات ليفهمَ العِبارات.. فيعود إلى قراءة التّاريخ و إلى طرح الأسئلة الكبيرة والتّفكير في ٱحتمالات الأجوبة ..
#ختاماً_أقول
ربما يكون هاجسُ الكاتبِ في البداية أن يكتبَ عملاً يُخلّد ٱسمَه، لكن بعد أن يحصل له ذلكَ يصبحُ التحدّي الّذي يسكنُه هو أن لا "يغتالَه" هذا العمل..
حين يتعلّق الأمر بعبد الكريم الجويطي صار التساؤل المشروعُ بعد نجاح رواية "المغاربة" : وماذا بعد؟؟
"ثورةُ الأيام الأربعة” هي جزءٌ أوَّل من رباعيّةٍ سيُصدرها الكاتِب تباعا، مشيرا أن كل جزء من هذه الرباعية يمكن أن يقرأ كنصٍّ مُكتَفٍ بذاته. فهل سيصير لنا نحن أيضا رباعيّة نُباهي بها العالم كرباعية نابولي أو ربَاعية مقبرة الكتب المنسية؟؟!
الجواب ستبديه لنا الأيام ومدى تجاوب المغاربة مع عملٍ تفوّق فيه الكاتب على نفسه وهو يحاولُ أن يضعنَا أمام ماضٍ مخذُول وواقعٍ معلولٍ ومستقبلٍ مجهول..
#فاطمةالزهراء💚
تعليقات
إرسال تعليق