سأهتمُ بوجهي.../بقلم/ مروة آدم حسن
سأهتمُ بوجهي
سأضعُ الخلطات على شعري
حتّى نلتقي
حتّى تراني جميلة
سألبسُ فستاني الأخضر
ذاك الذي يُذكّرك
بالمسافات الخضراء
بالحقلِ المُمتدِّ
بين قريتي وقريتك
حسنا سأرتدي الحقلَ
حتّى أصِلَ إليك
ونلتقي...
أعرفُ أنّك هُناك
تُفكِّرُ بعقلِ فلّاحٍ
كيف تحصدُ الذرة
حتّى نشويها
على نارِ الشوقِ
تدُسُّ بذورَ القمحِ
في قلبِ شاعرٍ
حتّى تُطعِمها
للهُدهُد
الذي ينقل أخباري
كما فعلتُ أنا
ورميتُ بذور الشعيرِ
للعصافير
حتّى تُزقزِقَ لكَ بشعوري
أعرفُ أنّك الآن في الطريق
لكنّ الريحَ تؤخِّرُك
كُلّما تقدّمتَ ناحيتي خطوةً
هبّتْ بك للخلفِ
مسافات طويــــــلة
حتّى لا تصل إلى ظلّك
حتّى لا أتجسد فيك
وحتّى لا تُخذَل
صاحبةُ السعادة
تلك التي
تُحطِّبُ لها الريحُ
كُنتُ سأفعلُ أيّ شيءٍ
حتّى نلتقي
حتّى تصِلَ إليّ
حتّى أتجسّد فيك
حتّى تعرِف شعوري
حتّى.. وحتّى.. وحتّى
وإنّي أموتُ .. أموتُ
وفي نفسي شيءٌ منكِ
يا حتّـى
حسنا سأنتظر...
حتّى ترقُدَ الريحُ
في الثوبِ الأزرقِ
وينفُدَ الحطبُ
منَ الأسواقِ
حتّى تُغيّر السعادة وِجهتها
سأنتظر...
حتّى تحصُد الحقل
وتنفد منك بذورُ القمح
فيُعربد الهُدهُـد
وتنقلب عليك العصافير
سأنتظر...
حتّى تنقطِع عنك أخباري
تتلاشى صوري
حتّى لا تجد فرصة
ولا وسيلة
تفضحُ بها أسراري
سأنتظر...
حتّى يعصرك الشوقُ
وتُمطِر على أرضٍ
لا أنبُتُ فيها
سأنتظر...
حتّى يأكُلَك
الحُزنُ كما أكلني
ويجترُّك الوجعُ
يوما بعد يوم
سأنتظر...
حتّى تبهُتَ أقنعتُك
حتّى يتساقط شعرُك
سأنتظر...
حتّى تلدغك العقارب
و تخرج عصافيرُ الساعةِ
من عينيك
سأنتظر...
حتّى تسقُط كُلُّ النساء
من جيوبك
على الجدران
وأنت تبحثُ
عن ظلٍّ يناسبك
لكي تخرُجَ به أمام الناس..
لكنّني حينها
سأكونُ قد مللتُ الانتظار
وسأترُكك وهذه الـ حتّى
تُقاتِلُـها ...
وإنّك ستعيشُ ..تعيـشُ
وفي نفسِك
شيءٌ منّي..
ومِنْ حتّى...
مروة آدم حسن
تعليقات
إرسال تعليق