أشرح لي صدرك... /بقلم / قاسم خلف


 أشرح لي صدرك
_____________
ارني ماخطَّتْ أناملُك مِن رثاءٍ بمنتصفِ الطريقِ إلى الموت ؛ لرجلٍ مسكَ الطرفَ الخاطئ مِن القولِ ولوَّحَ لي بمنديلِ الغوايةِ أنْ اقدم.
أرني كيف يغيرُ التفاحُ لونَه وطعمَهُ
وشكلَهُ
ويتقبلُه العالمُ على مافيه.
ارني آخرَ ماكتبَ روادُ الفضاءِ عن قمرِ حبيبتي، وكيف لم يجدوني نبتةً مزروعةً هناك؟!
أنا المأهولٌ بصراخِ البراري، وهديلُ الصبايا تحت مآذنِ الله، يصبغنَ حمرةَ الغروبِ بأحمرِ شفاههنَّ، ويشعلنَ الشروقَ بجمرةِ عيونهنَّ.
النوافذُ 
أسرارُ أهلِ العشقِ،قديمَا كانت لغةَ التواصلِ بين دفتي كتابٍ، إلا نافذتي كانت مرتعًا للغياب.
الشعراءُ يتسلقون السلَّمَ الموسيقي إلى فراشِ أمانيهم وأنا كلَّما تسلقتُه تنقطعُ حبالُه الصوتية.
الأبوابُ المقفلةُ ليست مقفلةً فالأسرارُ تستعيرُ ثقوبَ النملِ وتخرجُ ماشيةً على قوائم فيل.
في أعالي المجازِ يرتبكُ المعنيُّ بالكلمات، إما أنْ تقرأَ وإما أنْ تموتَ تحت ظلالِ المغزى.
أنا المسنُّ الذي زرعَ بين فكيهِ أسنانَ الضباعِ، ولم يفلح بأفتراسِ لغةِ العصرِ.
أفكرُ باستبدالِ أصابعي بأصابعٍ لاتشير إلا إليَّ.
أرني شجرةَ الصبرِ؛ لأخلعَ نعليَّ في واديها السحيق 
ربما أفلتُ هذه المرة مِن وساوسِ التفاح.
أشرح لي صدركَ بلغةِ الخدَّجِ مِن القولِ، ولا تقذف اللممَ مِن ظنوني بحروفٍ غليظة.
معي عصايَ تتكئُ عليَّ ،ونهاري مازال واقفًا على قدميه، التمسُ غروبًا بنكهةِ نعناعٍ بريٍ؛ أزينُ به نافذةَ المساءِ، وأغطُّ في كتابٍ عميق.
لاتحاول أنْ تغيرَ طعمَ التينِ بلعابِ الشكوكِ، وحاول لو مرةً أنْ يطأَ فضولُك صحفي.
امسكْ بأطرافِ حديثي، وخذني إلى شجرةٍ عاريةٍ؛ أفرِّغُ عندها شهوةَ التقاءِ الساكنين.
قاسم خلف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو