مُتَلازِمةُ الاثنَينِ.../بقلم/ عبادة عثمان
ربما لو نظرت بعين سلحفاة
لشاهدت حياتك البشرية
كما تشاهد الآن حياة الفراشة
ربما لو نظرت بعين فراشة
لقفزت فوق النار
ظناً منك أنه التحليق
لا بأس ..
لن يحترق جناحك
فلا جناح لك
لكنك قد تعاني طويلاً من وهم الأطراف
لن يغزوك الحنين للأراجيح
تحتال فيها على الجاذبية ثانيتين
تكاد تلمس السَّماء أو تهوي في الفراغ
فأنت تنظر للحياة بعين فراشة
يريد لي الحمقى أن أكون محنَّطاً في وعاء زجاجي
أراقب سير الفصول من خلف لمعانه الشَّفاف
علماء أحياء مهووسون طاردوني مذ فردت جناحيَّ للحياة
كي يثبتوا للعالم أن أطرافي الهشة
لا تستطيع تمزيق الشَّبكة أو كسر الزجاج
أنا الآن في مكان أعرفه جيداً
وجوههم أليفة جداً
لن أموتَ اليوم
لكنَّ ما يقتلني أن أرى ذات المشهد كلَّ صباح
ينفتح الوعاء
أطير قليلاً في الغرفة
ثم ما يلبث أن ينغلق مع العشاء
ألم يدركوا بعد أن الطيرانَ المشروطَ حبوٌ مقنّع؟؟
…
أنت تنظر إلى حياتك بعين سلحفاة
وتنجو من الدهشة الأولى كلَّ صباح
لو نظرت بعين فراشةٍ
لعاودت الدهشة
مع رنين المنبه
يالَ العجب لم أزل حيًّا !
#ينامون_على_الحافة
تعليقات
إرسال تعليق