رسالة لن تصل.... ❤️ بقلم ❤️ ساره مصطفى حمزه


 "رسالة لن تصل"


موسكو 2021/10/9 

الثّالثة بعد منتصف اللّيل

إليكَ فاتني


سبعُ سنين عجاف مرّت،

كيف حالك يا ترى؟ 

أتنامُ جيّداً؟ 

كيف حالُ البلادِ من بعدي؟ 

أمُّ خالد الفلسطينيّة والبصّارة التي كانت تحدّثني عن فُراقنا الأبدي، أودّ أن أعرف كلَّ تفاصيل الحيّ، 

بائعة الورود البيضاء والأقحوان، حجارة الحيّ والمقهى الّذي كنتُ أحبّه، 

أكتب لك وفيروز تغنّي " ليالي الشّمالِ الحزينة" 

أنا حزينةٌ مثلها تمامًا، أجلسُ على شرفةِ منزلي،

كأسٌ من الشّاي على طاولتي والورقة التي تنزفُ كلماتي وقلبيَ المنكسر، 

أذكر كلّ تفاصيلنا، كيف كنتَ تحدّثني عن حياتنا الآتية وكيف كنت أشعر أني كالفراشة أتطاير حولك من حلمٍ إلى آخر، 

ما زالت تفاصيلك تنحتُ ذاكرتي لتنهشَ روحي

، ما زال صوتُك يأكل تلافيف دماغي وأنت تقول لي أحبُّك، 

أمّا هو فصوته نشاذٌ لا يشبه صوتك، يديه قاسيتان لا تعرفُ الدفء، يحبّني و يخون عهده، 

أنا متعبة 

من نفسيَ متعبة، رغم كلّ هذا التّرف 

سقطتُ في جحيمٍ لا أستطيع الخروج منهُ

رسالتي لن تصلك ولن أبعثها لك، يكفي أني سأصبح امرأة خائنة لأنني أكتبُ لرجل آخر ليس زوجي، 

لم أستطع أن أغرم به،

مللتُ من غسل قمصانه المطبوعة بأحمر شفاهٍ ليس لي 

ضجرتُ من سماعه ليلاً ينادي بأسماء نساءٍ لا أعرفها، 

ليقبّلني صباحاً ويهديني وردةً حمراء وهو يحكي بكلمات غزلٍ وكأنّ شيئاً لم يكن، 

لأضحك له وأنا في سريري ناسيةً ما كان يتمتمُ به ليلاً، 

أعترف بأنّه يحاول ملاطفتي وأنا لا أهتم ، 

سهمُ قدري لم يكن عادلاً، 

أشعر أحياناً بأنّ لدي الرغبة بقتله 

أدسّ السّم في طعامه أو أخنقهُ ليلاً بوسادتي، 

لا فرق بيني وبين اللّوحات الفخمةِ الّتي تزيّن جدران بيتي الّذي يشبه المتحف، 

يُناديني بتحفتي لذا أنا هّنا معلّقة في منزلي كالتٍحفات القديمة الثّمينة، 

أودّ أن أجلس أمامه لأعدّ له عدد خياناته وأذكر أسماء النّساء اللّواتي يتمتم بهنّ ليلاً، 

وأخبرهُ عن روائح العُطور النّسائيٍة المختلفةِ الّتي تحتضن جعباته وأحمر الشّفاه المطبوع على قمصانه، 

كلّ الآلام متربصّة في صدريَ الآن وليس بيدي حيلة، 

كارهة لرجال العالم أجمع وأنت من بينهم.


من غائبة


ساره مصطفى حمزه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال