خارطة طوكيو.... ❤️ بقلم ❤️ ليلاس سحلول


 || خارطة طوكيو ||


_كيفَ حال ابنتي ؟ 

سأتكلم عمَّ يراود  قلبي ..

مبتدئاً بجملةٍ تحبينها ..

_أحبك يا طفلتي المدلَّلة..

يومَ أمس سردت لكِ قصة وأنتِ في حضن أبيكِ الدافئ ،لتغمضي عينيكِ وتخلدي إلى النَّوم بطمأنينة جاهلةً خيبة الأمل التي مررتِ بها  .. لكن ما أن بدأت قد خلدتي إلى نوم عميق رغم كل الدموع التي كانت على وجنبتيكِ يبقى النَّوم أكثر ما تحبينه، تأكدت بأنَّك لم تكبري أبداً لازلتِ تلك الطفلة التي تبكي لتخفي نفسها في حضن أبيها ولكن تلك الطفلة الآن باتت تتكلم

أخذتِ تثرثري الكلمات الأخيرة بصوتٍ خافت وأنت غير مدركة ما تقوليه 

_ لا تتركني بين يدي هذا العالم القبيح

جبروتي توقَّف عند كلماتك 

عجز لساني عن التكلم، ويداي المرتجفة تكبَّلت لم أستطع إخفاء دموعي 

لطالما كان الثقل الذي أحمله في قلبي أن تأتي هذه اللحظة ،فقد كرَّست روحي لأحمي قلبك الصغير الذي لا يليق بالغابة التي ترضخ للوحشية  ووجهك اللطيف والابتسامة التي تبقى مرتسمة لا تشبه المأساة الدفينة التي نحن بها ..

رأيت طفلة تحاول رسم العالم المثالي البعيد عن الكراهيَّة ،في هذه الأثناء لم أكن إلا أبٌ فخورٌ بابنتهِ الصغيرة ..فخورٌ بأفكارها التي تبلغ من العمر الثلاثينات 

أبٌ فخورٌ  بابنته التي تسعى إلى بسط أفكارها وإيمانها المطلق فيها  محاولةً تركَ أثرٌ لطيف لعلَّ وعسى تليّن قلوب أغلبيَّة البشر المليئة بالحقد وتوقظ الضمائر النائمة..

ولكن حين اقترب بشعاتهم من قلبك وكانت وأجهشت عينيك بالبكاء شعرتُ بأنِّي أبٌ فاشل ،لم أخبرك عن جشاعة الجانب الآخر لهم وعن صعوبة ما تفعليه وسيودي إلى إرهاق روحك، فقط لأنني رأيت سقفَ طموحاتك يتعالى أكثر فأكثر لم أتمكَّن إخمادها وإطفاء النور عنها ..

_ سامحيني يا ابنتي .

_____

_رد ابنته طوكيو :

لما تعتذر يا أبي ؟

ألم أعدك بأنّي سأفعل ما بوسعي ؟

سأقع مرة ..مرتان ..ثلاث....

 ولكن لن أيأس 

أتذكر عندما أخبرتك عن سبب اختياري لمهنة بالقانون ؟

إذاً من هذه اللحظة تأقلمت مع اسلوبهم وبإمكاني التعامل معهم بطريقة تسمح لي الدخول إلى أعماقهم الذي لا أراه إلا جانبٌ مشرق سيستفيق  يوماً ما من السُبات  .

  _منذ ذلك الحديث الذي دار بينهما تلاشى الحزن من قلبِ طوكيو فوجود أبٌ عظيم بقربها سببٌ كافٍ لتستمد منه مزيج من الحب والجبروت بآن واحد .


#مقطفات_من_خارطة_طوكيو


#ليلاس_سحلول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال