خارج السرب ... /بقلم/ الكاتبة هدى بدوي


 خارج السرب ... 

لو لم أكن من ترابا ؛ لوددتُ أن أكون  حروف تأوي إلّي وأوي إليها؛ كلما تعبت ؛ يسندي حرفآ وكلما بكيت يعانقني أخر .. 


أو، ربما أحب أن أكون صندقآ خشبي أخبئ فيه أخطائي خيباتي، انكساراتي وجنوني ، نقضي ليلنا إما نبكي وإما نتشارك في صنع أقنعة

 من ابتسامات بنكهات وأشكال وأحجام مختلفة ، تكفي لنُكمِل يومنا بإبتسامة هشة... !!


أو قطآ يخربش على نافذة الجيران، يطلب مواعدة قطتهم البيضاء ، ذات الفرو الثقيل والعينين الزرقاوتين والذيل المخملي والتي أصلآ لا تُلقي بالآ لقطٍ أبله مثله ، يتسكع بين الأرصفة بحثآ عن مأوى أو عن من يقدم له وجبة طعام بائتة  يابسة أو حتى عمن يبتسم في وجهه المتسخ..؟؟


ظلآ يرافق وجهك الذي لا أعرف كيف يبدو ولا عدد حروف إسمك ولا بأي ذنبآ غاب؟؟ 


عصاة سحرية ، تحول دموع وصرخات أمي لفرح لا ينطفئ وتنير عتمة وجهها الذي لم يبتسم منذ عقدين من الألم والمرض...!!! 


فيلمآ صامتآ ، يباغته الحزن بطلقة موت مفاجئة ، قبل أن يقرر الخروج عن صمته المطبق ويتكلم..!! 


نقطة ، أو خيط دُخان رفيع، يفصل بين الحياة والموت أو بصيغة أخرى، حبة شوكولا فرنسية فاخرة، تذوب في فم الموت كلما أراد اصطحاب أحدهم لرحلة غياب طويلة.. !! 


ولأنني تكلمت عن الموت، سأحب أن أكون تلفاز جدي الراحل الصغير ،ذا الطابع الأبيض والأسود والذي إعتاد أن يخبئه في صندوق رمادي صغير خشية أن نعبث به ذات غفلة منه لنفسد سهرته المسائية... ؟؟


أو سأختار أن أكون قُبلةً على جباه أخواتي الثلاثة النائمات في قبورهن ،  واللواتي تركاني أصارع أمواج الوحدة بحرف ودمعة...؟؟ 


وبالحديث أيضآ عن الأمواج ماذا لو كنت بحرآ هل ستقودني الفكرة للالحاد مثلآ..؟؟ 


ولا أعرف لم إخترت كلمة الحاد تحديدآ ربما لفكرة العجز التي تبقينا على يقين بأن الله وحده القادر على فكرة التكوين بكل أشكاله.. 


رغم أنني أكره فكرة الترتيب ، لكنها تحدث مصادفة بالكتابة لذا ،سأختار أن أكون ملاكآ يخاطب الله بلا حجاب أو مسافات .. 


ممحاة أمحو بها أخطائي وذنوبي ، لأقابله بقلب سليم.. 

أو مطرآ يراقص غيمه في السماء بتسابيح من نور وحياة..  


أو سأحب جدآ أن أكون ذاك الخبز الذي كانت تعده أمي كل صباح بأناملها المعجونة بالصبر ، قبل أن يباغت المرض والألم..!


أو حتى مُسجل أبي الرمادي البانسونج القديم ، الذي تخطى  الستين من عمره والذي لم ينقطع حتى اللحظة عن مهمته اليومية في ايقاظنا على أصوات مقرأيين أمثال عبد الباسط عبد الصمد ، محمد الطبلاوي والشيخ الحصري والعجمي وغيرهم الكثيرين .. 


هذه المرة، سأجرب أكون حبة الفاكهة المسماة بالكاكا ، والتي تشبه كرة المضرب قد يبدو شكلها البرتقالي لطيفآ ، لكن قشرتها السميكة تشعرني بالإشمئزاز حين تذوقتها للمرة الأولى في حياتي شعرت كمن يأكل بقايا زجاج مكسور..؟؟


ولأنني أحاول أن أتناسى فكرة عدم حبي لتلك الفاكهة ، سأتخيلها حبة مانجا مثلجة ، تحارب بها حر الصيف ورتابته ، أنا أسميها فاكهة اللذة أعشق لونها طعمها شكلها رائحتها الممزوجة بالجنة ... 


ماذا؟ 

هل نسيت بعض الخيارات بعد..!


تذكرت ، ربما  لأنني لم أفلح في تعلم العزف على البيانو ، سأتمنى أن أكون ألة بيانو ليوم واحد أو حتى لساعة واحدة على الأقل ، لأشعر بما تشعر به تلك الألة الساحرة حين يلامسها أحدهم بأطراف أصابعه ليخرج مقطوعات موسيقية تحلق بروحي لعوالم من الدهشة والفرح...


أو وقتآ يركض خلف أحلامه العجوز ، فلا الوقت إنتهى ولا شئ من  تلك الأحلام قد تحققت...؟؟ 


وما الفائدة من الأمنيات أصلآ  ؟؟ فأنا في الحقيقة لست إلا نبضٌ من كفن .. !!

ذاكرة من ريح ..!!

قلبٌ من ورق ..!!

نسيان بملامح إنسان...!! 


10/3/2021

الأربعاء ..

2:38 صباحآ..

هدى بدوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال