ساعةُ الصّفرِ....❤️ بقلم ❤️ رندي أحمد سينو


 ||ساعةُ الصّفرِ||

يَقولُ:

لم أؤمنْ يوماً بالحبِّ من النّظرةِ الأولى، لكنّي كنتُ أؤمنُ بتعرفِ الرُّوحِ لتوأمها مِنَ اللّقاءِ الأولِ.

هل تذّكرينَ يا ملاكي لقاءنا الأول؟ رجفةُ اليّدِ، الأناملُ الباردةُ، العيونُ الخجولةُ، والابتسامةُ الخفيفةُ والنّظرةُ البريئةُ..!

في السّادسِ من أغسطس من عام ألفين وعشرين

على شرفةِ منزلكِ مع أهلنا وأصحابنا، في الواحدةِ بعد منتصفِ اللّيل، اجتمعَتْ أرواحنا وابتدأتْ سطوةُ الغرامِ في أفئدتنا...

إنها لم تكُنْ ساعةً مألوفةً، بل أنّها ساعةٌ قَلَبَتْ حياتي رأساً على عقب، وجمّلتْ كُلّ أوقاتي وأيامي!

قبّلَ أنّ تنضمي إلى عُمري كنتُ ضائعاً، حائراً، تائهاً، ونبضُ حُشاشتي لم يستقمْ لفتاةٍ غيرَكِ، كانَ عالمي حالِكاً، وجويّ في كلِّ أوقاتهِ ممطراً، كانت الغيومُ الفاحِمةُ تَكّسِي سمائي، وصوتُ الرعدِ والبرقِ يضجُّ في أذنيّ، كانت أزهاري ذابلةٌ، وأوراق أشجاري متساقطةٌ، كانَ الخريفُ كُلّ فصولي، روحي كانت على وشكِ الانطفاء ، وكَبدِي كادَ أنّ يهلُكَ، وبحري كادَ أنّ يجفَّ، إلى أنّ نَبَعْتِ منهُ أنتِ: حوريتي البهيِّةُ، أسطورةُ كوني، التّي عندَما أبصرتُها بدأ قلبي يَرتعدُ ، التّي أمحَتْ كُلّ اكتئابي، يأسي، وحيرتي، التّي أعادت ترتيبَ فوضاي وأمدّدتني بالطاقةِ والحياةِ...

أنتِ الوحيدةُ التّي عندما رأيتُها ابتدأ ربيعُ شبابي، التّي عندما رأيتها سَطُّعَتْ الشّمسُ في مُهجةِ قلبي، وأصبحَ القمرُ يزورني كُلَّ ليلةٍ، تفتحت أزهاري، واخضرّت أشجاري، ورُسمَ قوسُ قزحٍ في سمائي، جددتِ روحي وأترعتِ فراغاتي وأرجعتِ شغفَّ العشقِ في عُروقي...

أنبثقْتِ من أعماقِ البحرِ كأنكِ ملاكٌ من فردوسِ الله، تماثلينَ حورَ العينِ في القوامِ السّاحرِ، والعيونِ البراقةِ المُبهرةِ، والوجهِ البريء ناصعِ البياضِ،لا بلْ إنّك أوسَمُ من حورِ العينِ...

تَقدّمتي يا أميرة إليَّ بكلِّ حياءٍ، ووضعتِ التّاجَ على رأسي فأصبحتِ أميرتي وأنا أميرُكِ، أنتِ حوريتي وأنا بحرُكِ، أنتِ قمري وشمسي ونجومي وأنا سماؤكِ، كواكبي وأفلاكي ومجرتي وأنا فضاؤكِ...

صدقاً لم أكُنْ أعلمُ أنّ الحُبّ مثلَ إنعاشِ الجسدِ بالأكسجينْ،لقد رأيتُكِ في فؤادي قبل أنّ أراكِ في عيني، أتيتِ إليّ مثلَ غيمةٍ أمطرتْ على جفافي، فجددتني وأنعشتني...

ناديتُكِ وقلتُ لكِ: فراشتي

فأنصْتُ إلى نبضَ قلبكِ، وأبصرتُ لمعةَ عينيكِ، وقد تُوَّرُدَت وجنتَاك، فما ليّ أنّ أقَدِّسَ ملامِحَكِ، ولفؤادي أنّ يصبحَ مغرماً، متيماً، مهووساً في تفاصيلِكِ، عينيكِ، وجههُكِ، خديكِ، شفتيكِ، شعرُكِ، شاماتُكِ، وصوتُكِ...

صوتُكِ الذي في همساتهِ يغني ليّ الحبَّ ويرنِمُهُ، الذي بعثني من دُنيا الهمِّ والحزنِ، وحلقَ بي في دُنيا البهجةِ والهناءِ..

دُمتِ ليّ يا نعمةً من الله

 دُمتِ ليّ حوريتي، فراشتي، وردتي وحبيبتي.

# رندي_أحمد_سينو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال