أماه أخبريني....❤️ بقلم ❤️ هيلانة الشيخ


 أماه أخبريني؛ ماهو مثوى القلب إن طفق السواد فيه على أربعة أركانٍ لا غمار لها ولا دماء فيها؟!

وبعد أن بلغ الرأس منتهاه، وفُضت الروح، وانتصب العمر، وارتجلت الأبدان طريقًا غايته الجوع بعد شبع.

فمن بالله يشتريه؟

وقد أبى الموت أن يكون رحيمًا به، فهادنه ثم غدر!

فهلّا دعوتِ ربّك أن يستجيب؟ 

يُقال: أن دعوة الأمهات غير مردودةٍ لكنها آجلة، فكم مرةٍ ذكرتني فيها؟ وأنا منسيةٌ بين هؤلاء الكثيرون، ألا أستحق عطفكِ اليوم؟

طفلتك شاخت وكسا البياض صبرها، واندملت أحزانها تحت صقيعٍ يضحك…. جميعهم يضحكون وأنا كاذبة.

أتماثل للرحيل، أقايض الوقت على قُبلةٍ أخيرة، ورقصةٍ حقيرة…. وأحمر شفاهٍ مشوّهٍ، ورشّة عطرٍ وكعبٍ عالٍ جدًا، وفستانٍ عليه تسعيرته ليعرف الجميع أنني اشتريه خصيصًا للعيد.

لماذا يا أماه استبدلتِ اسمي ولم تحاربي لأجلي؟ ألا يؤلمكِ الغياب وصوت والدي ينادي؟

أماه، هل تغفرين لي قسوتي؟ وتمدّين يديك لإزالة الأتربة عن ماضٍ يسحق ما بقي منّي؟

أماه… ارثيني كي أستريح.

فقد طال المطاف ونحن هنا كاذبون، جميعنا كاذبون جدًا.


#أزمة_كاتبة_عربية

هيلانة الشيخ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

على شاطئ نهر الفيزر..... /بقلم/ حسين السالم

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو