إنّها الزّحمة.... 🖤 بقلم 🖤 وفاء بوعتّور
مُقتطف من رواية " آية صوفيا " للكاتبة وفاء بوعتّور
ملاحظة : لا يُسمح بالتّعاليق السّمجة المُبطّنة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
...إنّها الزّحمة والدّفء والطّبل البلدي والجوقة المبتهجة تردّد " ا ِشْعِل ، اِشْعِلْ " باحتقان معبّر ، والسّلطان في مقدّمة الموكب ، مسحوب الجسم ، يدنو من عشّه خطوات في الصّخب المليء ، وجعبون الوزير النّكاح يلخّص درسه عن الفرْج ، و يصبّه في أذن مولاه.الشّهوة والمقت و التّعبئة . و يا لتعبئة ، تعبئة العلم والضّفادع القابعة في الرّؤوس !
لحظة العتبة الأخيرة ، أمام بيته المنزوي داخل الحوش العربي توقّف العريس نافخا صدره بنفس عميق ، ثمّ فكّ سكّينا فجّا من جيب كارتونيّ متين وكانت صورة الفرْج المُنثال الآن قد عُلّقت في خياله الثّاقب بوشاح أحمرهزّاز ، و كما ينبغي لعادات ليلة الزّفاف في المنطقة الجنوبيّة ، وبجرّة حديد مكبّرة يذبح العريس شاة سمينة ، ينشخب العرْق وتغلي في الجسم الآدميّ حرارة الدّم المُراق و تلمُّلس النّشوة الفوّارة التّي لا تضارع . إنّه السّلم مبسوط هادئ والسّائل الحيّ المسْكوب يرفرف وسلطاننا يقفز فوق الذّبيحة يدْفع السّحر والشّياطين و جنّيّا ما في الجوار .
يرقّ طيف صادق و يبتعد أمام تلك الأنظار الماردة المصاحبة له حتّى يختفي كلّيا ، فإذا احتوته أبهاء داره وأنوارها ، سُمع صفْق باب خشبيّ و طوى المشيّعين سكون محيق يُشبه الهدنة . تتفتّت الجماعات أنفارا وأزواجا و عوائل تتأهب للمغادرة وقد أخذ منها العرس وألوانه ولُطفه ، فلا يبقى إلاّ أقرباء قلائل تنتظر ما تنتظر من علائم الطّهر و براءة العروس الوافدة من خليط المدينة...
تعليقات
إرسال تعليق