عناقيد ذهبية .. 🖤 بقلم 🖤 محمد جلي
عناقيد ذهبية
مُبتئِساً أجُرُّ أذيال التخبُّط، تائِهًا بلا وِجْهة، مُتوكئِاً على أحرُف هزيلة، كطفلٍ يحبو مُتحسسِاً أُولىَ خطواته، أبحث عن مَنفَذ لتمرير أحلامي عبر الأيام، عن بوصلة ليَرَاعي الضائع ونصوصي الهائمة.
اهتديتُ إلى أضواءٍ تتلألأ وكأنها سماء أرضية، أو أنها ليلة القدر جاءت لتلبية رغباتي، اقتربتُ منها فإذا بمدخل على بابه حارس ذو هيبة ووقار.
فاجأني قائلاً: قد وجدْتَ ضالتك!
قلتُ: وما ذاك
فقال: إنه كون قائِم بذاته، له مجرَّة تحوي أقماراً، والقمر منها يقودُ كوكباً، والكوكب يضُم نجوماً تستمد ضِياءها من الأقمار وتقتدي بها حتى يكتمل بريقها.
أخذَني الدليل وطافَ بي المجرة يُطلِعَني على التفاصيل.
مررنا بأنوار مُتوهِّجة كأنها قناديل مَطْليِّة بالذهب، سألته عنها مُندهِشاً! فقال لي: "هُنا أضواء نوسين"، وأقلامهم التي لا تجف، فهي تستَقي مِدادها من نهرٍ عذب ينبوعه الإبداع.
استدرتُ ببصري على شُهُبٍ تلمع، ظننتها سيوفاً مصقولة بِلُجين، فأخبرني أنها: "أقلام حيناذ" المُتعطِّشة دوماً لإِرِاقة الحبر ونثر الدُّر.
ثم لفَت نظري برقاً خاطِفاً مرَّ أمام أعيُننا وكاد يذهب بأبصارنا، فعملتُ منه أن هذا "شعاع من روسلين".
وقفتُ مشدوهاً أمام كتلة مجتمعة من النجوم! وسألته: لا بد وأنَّها الثريا؟!
أجابني: كلَّا، بل هذا "شعب نادوس العظيم" وهُمْ كالثريا عُلوَّاً وقدْراً.
وحين هَمَمتُ بالخروج بدَت لي المجرة كاملة مطوية في ثوبٍ أبيض، قلتُ ما هذا؟ ومن شيَّدَه؟
قال: هذا "كفن التاريخ مُشيّده هيليوس".
تعليقات
إرسال تعليق