الكاتب: مطر محمود مطر طوالبة


 لمحة عن رواية ( أيام الخبز ) والرسالة التي أردت إيصالها،  ماذا تقول؟  

 هذه الرواية لم تكن رواية توثيق الحدث كما هو،  أو نقل الصورة الحقيقة للذي جرى،  لم تكن كذلك أبدا ، وإنما كانت رواية المسكوت عنه،  جاءت لتقول ما لم يقال،  قالته كاملا غير منقوص،  بالعربي الفصيح،  ايحاءا وتلميحا وبين السطور.  

 أستطيع القول إن أيام الخبز استخدمت عدة لغات لتشرح الذي تريد إيصاله لنا،  فتارة قالته بالفم الملاءان،  وتارة قالته باالاشارة ،  وتارة أخرى مشت على رؤوس أصابع الكلام ،  فهذه الرواية لم تحسب على جهة أو طرف،  لأنها أغضبتهم كلهم وانحازت للوطن وهاكذا أنجزت المهمة.  

 -    العنوان دائما هو العتبة الأولى لأي نص،  عناوين أعمالك لافتة،  ما دلالتها عندك؟ 

 العنوان هو الرسالة الأولى التي تصل ، والنظرة الأولى التي تشعل شرارة الحب ،  والإشارة الأولى التي ستلفت الأنظار للعمل،  وهو عنصر جمالي يكتب بماء الشغف نفسه الذي يجري في عروق النص،  من أجل هذا فإن اختياري للعنوان ربما يعدل حجم جهد الكتابة.  

 -    محور رواية ( أيام الخبز ) وزخم من المعلومات،  حدثنا عن أجواء هذه الرواية وكيف تشكلت لديك؟ 

 تتحدث رواية أيام الخبز عن مرور موجة الربيع العربي من الأردن بسلام دون ضجيج برغم الحراك المطالب بعدم رفع أسعار الخبز وبعض المطالب الأخرى وتشرح بالتفاصيل كيف عبرت تلك الموجه الأردن دون أن تحدث اهتزازات مع أنها قلبت أنظمة وأشعلت ثورات لا تهدئ.  

 في الأردن الصورة تختلف أحيانا,  فبرغم ثورات الربيع العربي التي اجتاحت الدول وهددت العروش.  واضطرار الكثير من الأنظمة العربية لتقديم قرابين للعاصفة،  إلا أن الأردن خالف الجميع وهو يستفز تلك الموجات بالوقت الحرج ليرفع سعر الخبز أضعاف على الشعب ومع ذلك مرت الاحتجاجات من الأردن دون انحناء,  يرافقها حراك أردني خجول لم يثمر سوى أحلام على قيد الانتظار,  يقول أحد الحراكين الأردنيين لزميله المحبط من أمل التغيير "احبلناها وحتمًا ستلد".  

 -    كانت نهاية الرواية لافتة وبنفس الوقت محبطة خصوصا عندما ترددت على لسان البطل جملة لا تتعب نفسك من أجل هذا الشعب. . .  ما تعليقك؟  .  

 قد يلجئ البعض للكتابة بصمت؟  لأنهم عجزوا عن إشعال حرب علنية أو حتى تغيير صغير على هامش القدر،  بمعنى آخر،  كتابة هذه الرواية كانت ضغط على زناد القلم بعد فوات الأوان لشخص عجز أن يضغط على زناد الحدث بالوقت المناسب ،  وهاكذا كانت النهاية رهينة العجز ، اقصد " رهينة الحلم" .


 

 -    ثم يجلس البطل وهو يقرأ أيام الخبز هل من توضيح؟  

 هذه حيلة آخرة استخدمت في هذا المفصل لأنها نقطة اندماج الراوي مع البطل لتقول للقارئ إن هذه الرواية حقيقة جدا،  وان أبطالها لازالوا موجودين بيننا حتى أن القارئ ربما يكون جزءا منها لم يكتب.  

 -    قد يقول البعض إن هذا الرواية أقرب إلى المذكرات،  هل هي سيرة؟  

 هي ليست سيرة ذاتية أو جمعية ولكنها ثورة ناعمة على الزمان والظروف،  هي طريقة أخرى لوضع النقاط على الحروف.


مطر محمود مطر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما قبلّ منتصف الليل../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

قَلبي كجسدٍ عارٍ.../بقلم/ الشاعرة روز ميرزو

عرفت فيك هيئة الانسان../بقلم/ مارييل تونجال